نهاد عرفة شعرت بالإرباك الشديد فور سماعي للقرارات الثورية التي اتخذها د. محمد مرسي أمس الأول بشأن إلغاء الإعلان الدستوري وإحالة المشير طنطاوي وقادة الجيش إلي التقاعد، هذا الإرباك الذي استمر لساعات أعقبه صمت مخيف حتي انتابتني حالة من البكاء صباح أمس.. سألت نفسي.. لماذا..؟ أليس هذا ما كنا نتمناه، فالقرارات تأصيل للدولة المدنية وإخضاع العسكريين للمدنيين، وهو حلم راودنا طوال ستين عاماً فلماذا الإرباك والصمت والبكاء..؟ هكذا حدثت نفسي..، طلبت من الله أن يعينني علي التفكير السليم، اللهم ارزقني خير الكلام وخير الصمت وخير الفعل، اللهم نور قلوبنا وابعد عنا هوي أنفسنا، توصلت بعدها أن القرارات ديموقراطية ولكن..! ولكن ماذا؟ هكذا حدثت نفسي.. إنها قرارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لقد أصبحت السلطتان التشريعية والتنفيذية في يد الرئيس، شيء مخيف، رئيس بكل هذه السلطات بدون دستور شئ مخيف فعلاً خاصة إذا أضيفت إليها سلطة تشكيل الجمعية التأسيسة للدستور، كل شئ كان يسير بالمقلوب منذ الحادي عشر من فبراير 2011، منذ ترك الشعب الميدان وترك ثورته في يد المجلس العسكري الذي لم يصن الأمانة التي حملَها له المصريون، وقبل بإجراء الاستفتاء وقال نعم لعدم وضع الدستور أولاً، يوم تحالف الجيش والأخوان مع أمريكا وإسرائيل وقطر والقوي السياسية الإسلامية بالطرق الملتوية، يوم تفرقت القوي السياسية والثورية شعرنا وقتها أن ثورتنا تسرق وكرامتنا تسرق وأننا نسير في طريق مظلم، وأثبتت الأيام ذلك، وليس أمامنا الآن إلا الصمود والدعاء.. ياعلام الغيوب إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر نور قلوبنا وابعد عنا هوي أنفسنا وساعدنا علي طريق الحق.. وهو الدعاء الذي أتمسك به بكل قوة وأدعو به للرئيس د. محمد مرسي، وأطلب منه أن يضع نبض الشعب أمامه قبل أن يتخذ قراراته بعيداً عن أي حسابات أخري.. "يَاأَيُّهَا الاِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَي رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيه " الإنشقاق 6.