محىى عبدالغفار ثورة 52 يناير.. قامت لتغيير الواقع المر والاليم الذي كانت تعيشه مصر في عصر الرئيس المخلوع.. وسيطرة الحزب الوطني.. فقد كانت مقدرات البلاد مسخرة لصالح فئة معينة.. جمعت ثروات البلاد في بطونها.. وجعلت باقي الشعب المصري الغلبان يصارع الحياة ويجري وراء لقمة العيش من أجله ومن أجل اولاده. وبعد أكثر من عام ونصف العام علي الثورة.. هل تغيرت الأوضاع..هل حصل المواطن المصري الغلبان علي حقه الطبيعي في الحياة.. هل.. هل؟ علامات استفهام كثيرة تحيط بمستقبل الشعب المصري.. وبمستقبل الثورة العظيمة.. التي تحاول الآن لملمة نفسها حتي لا تخرج عن الإطار الشرعي الذي قامت من أجله وهو عيش.. حرية.. كرامة انسانية. ولننظر إلي الاطار الاول.. وهو العيش.. هل هذا متوافر للشعب المصري أم أن الامور تسير علي ماهي عليه؟.. أزمة في البوتاجاز.. في السولار والبنزين.. وزاد عليه ازمة انقطاع الكهرباء وكأننا نعيش عصر الستينيات من القرن الماضي ومحاولة العثور علي فأر السبتية الذي كان يعلق عليه شماعة انقطاع الكهرباء.. باستمرار.. انها أزمة في كل شيء.. في جميع نواحي الحياة.. من ملبس ومسكن ومأكل وأصبح الانسان المصري البسيط يصارع الامواج وارتفاع الاسعار من أجل توفير لقمة العيش الكريمة له ولأولاده. الإطار الثاني.. هو الحرية.. هل الإطار يطبق الآن.. ام أن هناك فصائل صوتها عال تحاول السيطرة علي الأخري.. وإذا أراد مواطن أن يقوم بمظاهرة احتجاج علي وضع معين.. نجد آخر يتظاهر ضده وفي نفس المكان في محاولة لافساد المظاهرة.. لم يعد هناك فصيل يحترم الاخر.. ولكن الصوت العالي أصبح هو المسيطر بغض النظر عن مشروعيته أم لا.. لماذا لا نترك كل فصيل يعبر عن رأيه دون التعرض للآخرين.. إننا نعيش في حرية ولكنها حرية منقوصة.. لان الاساس فيها هو التخوين وليس لإعلاء مصلحة الوطن. الإطار الثالث.. هو العدالة الاجتماعية.. فهل نعيش نحن في هذا الاطار.. أم أن الأمور كما كانت قبل الثورة.. في اعتقادي أن الامور كما هي.. بل اسوأ مما كانت.. فنحن نعيش عصر البلطجية وفرض الاتاوات.. والبقاء للأقوي وليس للأصلح.. واختفت الشهامة المصرية من قاموس الحياة.. وأصبح شعار اخطف واجري أشمل وأعم في قاموس الحياة الجديد الذي تولد بعد الثورة. قبل الختام: صديقي وابني الغالي ياسر رزق.. لقد خسرتك الاخبار فمنصب رئيس التحرير هو الذي سعي إليك.. حققت طفرة كبيرة علي المستوي الصحفي والانساني.. ومرحبا بصديقي العزيز والغالي محمد حسن البنا رئيس التحرير الجديد الذي استلم الجريدة في أجمل ثوب.. أتمني أن تستمر الاخبار منارة وقائدة للصحف المصرية وأن يستكمل مسيرة من سبقوه.. فهو قادر علي ذلك بحكم خبرته الطويلة في جامعة أخبار اليوم.. التي تسلم الراية بكل حب من جيل الي جيل.