المؤتمر الاستثنئاني للتضامن الإسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليعقد في مكةالمكرمة يومي 62 و72 من شهر رمضان المعظم يأتي من منطلق الاحساس بمسئولية المملكة وواجبها نحو العالم الإسلامي في الوقت الذي تشتد فيه الفتن ويكثر »اللت والعجن« حول الخلافات المذهبية، وهي الأحاديث التي لا هدف من ورائها إلا تعميق هوة الخلاف والفرقة وزيادة التباعد بين الشعوب الإسلامية. لقد زاد تقديري للعاهل السعودي اهتمامه بتوجيه الدعوة للدكتور محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية، وهو الأمر الذي يؤكد ترفع المملكة العربية السعودية عن مسائل الخلافات المذهبية، وإعطاء الأولوية لرأب الصدع وتحقيق التكاتف والتضامن في مواجهة الأخطار والفتن والمؤامرات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية في هذه الفترة الحرجة والعصيبة، التي تكون فيها الأمة أشد احتياجا إلي وحدة الصف والكلمة ونبذ الخلافات، وهو الأمر الذي أكد عليه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في حديثه عن الأسباب التي دفعت الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلي الدعوة لمؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي بمكة. كم أتمني أن تتكرر هذه اللقاءات بين قادة العالم الإسلامي علي فترات متقاربة، لأنها هي الأسلوب الأمثل لتوضيح أي سوء فهم وحل أية مشاكل قد تطفو علي السطح أولا بأول، كما انها فرصة حقيقية للتعرف عن قرب علي المشاكل التي تعاني منها دول العالم الإسلامي، وخاصة الأقليات المسلمة التي تعاني من الاضطهاد والتعذيب والقتل وآخرها المذابح التي تعرض لها المسلمون في ميانمار، والتي أري أنها لم تلق الاهتمام الكافي، ولم تجد رد الفعل الذي كان من المفترض أن تتخذه دول العالم الإسلامي لانقاذ إخوانهم المسلمين في ميانمار. مؤتمر التضامن الذي دعا إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ينبغي أن يأتي اسما علي مسمي ويكون بداية جادة للتضامن الحقيقي بين قادة الشعوب الإسلامية، لأن ما بيننا كمسلمين أكبر بكثير مما بين الأوروبيين الذين نجحوا في تحقيق الوحدة رغم ما بينهم من اختلافات في اللسان والعقائد والعادات والتقاليد.. وبركاتك يا رمضان.