خلال الساعات التي تلت الهجوم الإرهابي الخسيس كان من الممكن رصد عدة ظواهر تشير إلي أسباب الهجوم وأهدافه، ثمة تنسيق علني سبق الهجوم بين جماعة الإخوان الحاكمة الآن في مصر وحركة حماس التي تعتبر الذراع العسكرية لحركة الإخوان الأممية الدولية، الدكتور مرسي التقي هنية وقرر الافراج عن بعض الإرهابيين المتهمين بالقتل، وفتح حركة المرور عبر معبر رفح معظم ساعات النهار، لم تمر أيام معدودات إلا وجري الهجوم علي الجيش المصري. يكذب اسماعيل هنية حتي وهو يؤدي الصلاة علي أرواح الشهداء المصريين. يقول في تصريحاته ان فلسطينيا واحدا لم يشترك في العملية، والثابت من التحقيقات ومن أقوال الجرحي ان لهجة المهاجمين كانت فلسطينية، وان قصفا عنيفا بمدافع الهاون انطلق من أراضي القطاع ضد وحدات الجيش المصري والأراضي المصرية، أي ان مساعدة مباشرة وقوية قدمت من القطاع الذي يضم أكثر من ثماني حركات إرهابية تعمل تحت بصر وإدارة حماس التي افتتحت انتهاك السيادة المصرية أثناء ثورة يناير عندما خرجت قواتها من الأنفاق لتهاجم مراكز الشرطة المصرية وسجون مصر وتفرج عن الفلسطينيين الحماسيين أو الآخرين المنتمين إلي التنظيمات الإرهابية وتعود بهم إلي غزة، وهذا الهجوم لابد أنه تم بالتنسيق مع قوي داخلية مصرية تبدو هويتها الآن واضحة. تابعت التليفزيون المصري بعد الحادث في عهده الجديد مع الوزير الاخواني. ظهر المنتمون إلي الجماعة ليبرروا موقف حماس بل ليقولوا ما لم يقله زعماء الحركة نفسها في غزة. دفاعهم مثلا بتدمير الأنفاق وتبرير مشروعيتها، الحقيقة المؤكدة انه ما من شيء يحدث في القطاع إلا بعلم حركة حماس وبموافقتها طبعا، الضحية في غزة المليون ونصف فلسطيني الذين يشبه وضعهم الرهائن، ثمة توافق بين الجماعة في مصر وحماس في غزة. فهل يفسر هذا بعضا من أهداف الهجوم، خاصة ان أطرافا عديدة تتوافق الآن علي هز هيبة الجيش المصري وتقويضه كهدف نهائي، يستوي في ذلك الإخوان في مصر والحماسيون في غزة، ومن يطلق عليهم الجهاديون. أما الأمر المحير، الغريب فتلك الابتسامة العريضة التي بدت من الدكتور مرسي وهو يلتقي رئيس الوزراء الليبي صباح أمس الأول، وبعد تصريحاته المهددة، المتجهمة أمام كاميرات التليفزيون، كذلك التأخير في اتخاذ قرار الحداد العام والذي لا أثر له في محطات التليفزيون الرسمية، بل ان الحداد يبدو أوضح في المحطات الخاصة، الهجوم أبرز التناقض الحاد، الفج، الذي تعيشه الجماعة، الولاء للبلد الذي تمكنت منه وسيطرت عليه وتسعي لتبديل دولته وتغيير هويتها والولاء للحلفاء شركاء العقيدة والجهاد. ان الهجوم الذي جري يكشف بوضوح التوافق الإخواني الذي يحتل مصر الآن وبين حركة حماس التي استولت علي قطاع غزة وأيضا الجماعات الإرهابية في غزة يتفق الجميع علي هدف واحد الجيش المصري عماد الدولة المصرية وآخر ما تبقي من العسكرية العربية، أما المشهد العبثي الحالي تأدية التحية العسكرية لقادة الإخوان الذين يحاولون النيل من الجيش المصري.