جمال الغيطانى رأيت تصريحات الدكتور مرسي بعد منتصف الليل، بعد حوالي عشر ساعات علي وقوع العدوان الإرهابي علي الجيش المصري في لحظة الإفطار والذي استشهد فيه أكبر عدد من ضباطنا وجنودنا منذ حرب أكتوبر. التصريحات لا تليق بالعدوان الخطير واللهجة التي قيل بها لا تتناسب مع الدماء الغزيرة للشهداء، كلمات إنشائية عادية يمكن أن تقال في حادثة عادية جرت نتيجة تصادم قطار مع توك توك في مزلقان جانبي، كلام إنشائي عن سيناء الآمنة، آمنة كيف وعصابات التطرف تنشط في مرتفعاتها ووديانها، وهذا أمر لا يخفي، وهذا النشاط موجود منذ سنوات ينمو ويتضخم وكل الأطراف علي علم به، أيضاً لابد من الإشارة إلي انتهاكات حكومة حماس الاخوانية للسيادة المصرية عبر الأنفاق التي يتم تهريب السلاح الآتي من ليبيا ومصادر أخري عبرها، والتي خرجت منها القوات التي هاجمت مراكز الشرطة أثناء أحداث الثورة وقامت بمهام أخري لم يكشف الستار عنها، لا يمكن أن تقوم فصائل التطرف الفلسطيني بعمليات ضد الجيش المصري دون علم حكومة حماس وثيقة الصلة الآن بالاخوان المسلمين الذين يحكمون في مصر، موضوع معقد وله ظلال دقيقة، ولكنني أكتفي بالتأكيد علي أن رد فعل الدكتور مرسي لا يتناسب مع الحادث، كان من المفروض أن يعلن الحداد العام علي شهداء مصر وأن تنكس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، وأن يأمر بتشييعهم في جنازة شعبية تنطلق من التحرير، لن يسئ هذا للعلاقات بين الاخوان وحماس، والتنظيمات الجهادية، لكن هذا هو الحد الأدني من الاجراءات الواجبة والتي يمليها الضمير الوطني إذا كان للوطن تقدير باق وما يتناسب مع العدوان الخطير، إن الخسة التي اتسم بها توقيت الهجوم، وقت الإفطار، تتنافي مع أي دين أو أعراف إنسانية، أما المشهد فيتضمن قدراً من العبث التاريخي والسياسي، فالحدود المصرية تدمي بهجوم من فلسطينيين ومصريين متطرفين بينما إسرائيل تطارد المعتدين وتحذر من هجمات محتملة، أما جماعة الاخوان الحاكمة ورئيسها فلا تعلن الحداد ولا تتخذ موقفاً صارماً، إنما تستعد لإغارة انتقامية ضد الصحافة المصرية القومية غداً الأربعاء، إنه الجنون والعبث مجسدين.