مىرفت شعىب بدلا من أن يكون رمضان شهرا للصوم والعبادة وطلب المغفرة يحوله التلفزيون الي موسم للتجارة والمكسب المضمون والضحية هو المشاهد الذي يخسر وقتا لا يعوض فكلنا ندعو اللهم بلغنا رمضان فماذا نحن فاعلون فيه ؟ هل نمضي أغلب ساعات النهار في النوم ونتكاسل في العمل بحجة الصيام نسرف في شراء الطعام ونحن نعيش في مجتمع نصفه يعيش تحت خط الفقر، هل الحكمة من الصيام أن نعوض الجوع والعطش بالتخمة والتبلد؟ لنجري بالريموت كونترول لنسلي صيامنا مع قنوات تتنافس علي جذب المشاهدين لتنال أكبر نصيب ممكن من كعكة الاعلانات ولهذا يقطعون أحداث المسلسلات لاذاعة الاعلانات وتكرارها بالحاح خاصة الاعلانات الاستفزازية التي لا تراعي مشاعر الفقراء ومحدودي الدخل الذين يوفرون مطالبهم بالكاد ، وقد لا يجدونها، واذا كان الهدف من الصيام أن يشعر الغني بالجوع ليعطف علي المحتاجين فهل يتحقق هذا الهدف في ظل هذه السلوكيات الاستهلاكية ؟ لا مانع أبدا من اذاعة إعلانات تدعو للتبرع للمشروعات الانسانية الهامة مثل مستشفي سرطان الاطفال أو مستشفي مجدي يعقوب للقلب أو الجمعيات الخيرية مثل رسالة أو مدينة زويل العلمية وغيرها من المشروعات الخيرية فالكثير من القادرين لا يعرفون لمن يوجهون زكاتهم ولكننا نعيب عليهم الالحاح والتكرار واستغلال الأطفال المرضي وتصويرهم لاستدرار عطف المتبرعين !وهناك اعلانات لا تخلو من الأفكار الجديدة المبتكرة مثل اعلانات شركات المحمول ولكن الاستظراف لا زال موجودا في اعلانات اخري مثل اعلان (استرجل) الذي يجعل الممثل الذي لا يشرب المشروب المعلن عنه يفقد شاربه ثم يرتدي باروكة نسائية في اشارة مهينة للمرأة.ولكن يحسب لاعلانات رمضان الحالي أنه منع الاعلانات المخلة عن الملابس الداخلية الرجالية الذي أثار استياء الأسر المصرية علي مدار الشهور الماضية ونرجو أن يكون منعها نهائيا والاكتفاء بالاعلان الحالي المعتدل .وإلا فعلينا أن نقاطع منتجات أي إعلان يتجاوز حدود اللياقة ما دامت الرقابة علي الاعلانات لا تقوم بواجبها . تصوروا أن مليارا ومائتين وثلاثة وأربعين مليون جنيه أنفقت علي انتاج مسلسلات رمضان وللاسف اكثرها سطحي ومبتذل وضعيف المستوي الفني والدرامي حتي نجوم السينما الكبار أصابونا بالاحباط لهبوط مستوي اعمالهم فبعد الدعاية الاعلامية المكثفة لعودة عادل امام للشاشة الصغيرة بفرقة ناجي عطا الله وميزانيته 70 مليون جنيه منهم 30 مليون جنيه أجر الزعيم وحده وتحت غطاء الشعارات الوطنية نجد المسلسل الذي كتبه يوسف معاطي يدعو للتطبيع مع اسرائيل ويصور البطل في صورة زعيم عصابة يخطط لسرقة بنك في اسرائيل ولا تخلو الأحداث من كل الكوميديا الفارس والايحاءات الخارجة التي اعتاد عادل امام علي استعمالها في السينما. اما يسرا فليتها احترمت فنها ومسلسلاتها الجيدة ولم تقدم علي عمل هابط مثل (شربات لوز) باداء مصطنع وابتذال في الالفاظ والحركات وكأنه سلوك سكان الاحياء الشعبية وهي صورة مغلوطة للحارة المصرية . وهذا لاينفي وجود مسلسلات ناجحة مثل فرتيجو والطرف الثالث وخطوط حمراء والهروب. أما باقي ميزانيات المسلسلات فنجد 40 مليونا لباب الخلق و40 مليونا للخواجة عبد القادر و35 مليونا لمسلسل مع سبق الإصرار و18 مليونا لحكايات بنات و5 ملايين ل9 جامعة الدول! أما الأكثر استفزازا فهو النماذج المشوهة التي أصبح البلطجي بطلا فيها لنسمع ألفاظا وسبابا وإهانة للأمهات بداية من (روح أمك) الي (أم أي شيء) الالفاظ الخادشة لحياء الأسرة ومشاهد التدخين وشرب الخمر والتردد علي الأندية الليلية فهل هذه هي مصر التي نعرفها ؟ اما الحل فقليل من التلفزيون وكثير من العبادة . إلي مقدمة برنامج سمر والرجال: الجرأة لها حدود والحياء مطلوب ولا تنسي أننا نعيش في مجتمع شرقي محافظ.