لم أدرك حجم الحيز الذي أصبحت تشغله شبكات التواصل الاجتماعي، مثل »فيس بوك« و»توتير« و»يوتيوب« في حياتنا إلا عندما ذهبت الي بكين في رحلة صحفية، واضطررت للحياة بدون هذه الوسائل لمدة أسبوع كامل، السبب في ذلك هو ان الصين حصنت نفسها من البداية ضد خطورة الدور الذي يمكن ان تلعبه مثل هذه الشبكات علي استقرارها فأخذت بمبدأ المنع، واستعاضت عنها بشبكة تواصل صيني هي »سيناويبو« يسهل مراقبتها وضبطها وترويضها. خلال هذا الاسبوع انقطعت أخبار كل الزملاء، وعدت الي القاهرة لاجد اقرب زملائي ثائرا عليَّ وقرر مقاطعتي لأنه ارسل لي عدة رسائل مهمة عبر فيس بوك، وأنا لم أعره أي اهتمام. ولم يستوعب كل مبرراتي، مستنكرا ان تعيش دولة في حجم الصين وتصدر لنا احدث التكنولوجيا بدون توتير أو فيس بوك. وبقدر ما تمثله لنا هذه الرسائل من نعمة كبيرة إلا أنها في الوقت ذاته أصبحت نقمة، وركن الناس إليها لتبادل المعايدة في رمضان والأعياد وفي المناسبات الخاصة بدلا من التزاور واللقاء الدافئ وجها لوجه. عبر فيس بوك استطعت أن أجمع شتات زملاء الجامعة فردا فردا من شتي أنحاء الارض، نتواصل عبر الفضاء الالكتروني بعد ان عز اللقاء.