أنور محمد تعودنا من الرئيس مرسي المفاجآت والصدمات الكهربائية التي تهز كيان الوطن في أقواله والرجوع فيها ومخالفة وعوده للشعب لتمكين الإخوان من السيطرة علي مقدرات البلاد واقامة دولة المرشد. في مفاجأة من العيار الثقيل الصادم من الرئيس اختيار أول رئيس وزراء له خبير مائي وليس خبيرا ماليا أو اقتصاديا، فالبلاد تواجه أزمة اقتصادية حادة بعد الثورة وانفلاتا اقتصاديا وتدهورا ماليا نتج عنه ضياع معظم الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي وانخفض من 73 مليار دولار قبل الثورة إلي أقل من 41 مليار دولار وكنا نتوقع من الرئيس أن يختار رئيس حكومته من رجال المال والأعمال والاقتصاد أو شخصية ذات مكانة اقتصادية دولية لينهض بمصر اقتصاديا وتعود الثقة وتعود الاستثمارات العربية والأجنبية التي هاجرت من مصر أيام الثورة والانفلات الأمني.. أو كنا نريد رئيسا للوزراء شخصية قوية تستطيع ان تحجم الانفلات الأمني ويشيع الأمن والأمان في الشارع المصري خلال ال001 يوم الأولي للرئيس وخلال شهر العسل بين الرئيس والشعب الثائر. من حق الرئيس الدستوري ان يختار رئيس وزرائه لتنفيذ برنامجه الانتخابي ومشروع النهضة الشاملة.. ولكن كنا نتوقع بعد اجتماعه بأساتذة البحث العلمي ان يختار واحدا منهم لاقامة دولة العلم والإيمان والبحث العلمي وسيادة القانون وتشكيل حكومة تكنوقراط من أساتذة الجامعات باعتبار ان الرئيس هو أحد اعضاء هيئة التدريس بالجامعات. وقد اختار الدكتور هشام قنديل وزير الري رئيسا للحكومة وهو إخواني الفكر ومن اختيار مكتب المرشد وهذا يجعلنا نقف وقفة مع الرئيس يوضح فيها لنا أسباب اختياره وزير الري في خطاب تكليف الحكومة ولنا حق الاعتراض عليه لأن مصر كبيرة وفوق الجميع وتحتاج في هذه المرحلة إلي شخصية كبيرة تقود سياستها الداخلية وتعمل علي حل مشاكل المواطنين. لكني اعتقد ان الرئيس اختاره بعد مشاركته في القمة الافريقية بأديس أبابا الأخيرة لحل مشاكل مياه نهر النيل أو هذا الاختيار رسالة مصرية إلي زعماء الدول الافريقية بأن مصر بدأت فعلا عصرا جديدا مع الدول الافريقية ليعود للاذهان عصر عبدالناصر مع حركات التحرير الافريقي من الاستعمار ودعمها لتنمية الدول الافريقية الجديدة.. كنت اتوقع منصبا كبيرا للدكتور قنديل وهو شخصية وطنية لاغبار عليه ولكن الخوف من ميوله الاخوانية ولم اتوقع تكليفه برئاسة الحكومة لان الرئيس وعدنا ألا يكون رئيس الحكومة من الإخوان ثم صدمنا بمخالفة وعده.. ونتساءل ما موقف المشير طنطاوي الذي وقف قنديل امامه لحلف اليمين وزيرا للري وما موقف الفريق عنان والمجلس العسكري علي تغيير وزير دفاع جديد يطيح بالمجلس وقادة الاسلحة خارج الخدمة وهذا حق من حقوق وزير الدفاع.. وهل يترك المجلس العسكري البلاد ليحكمها فصيل واحد يقيم خلال السنوات القادمة دولة المرشد وهذا الفصيل يسير في هذا الاتجاه بقوة ويخالف وعوده للشعب.