د. صلاح قبضاىا أتمني لو كان لدينا أعمال درامية تليق بذكري عظيمة تمر علينا هذا الأسبوع، وهي انتصارات العاشر من رمضان، لتبثها القنوات التليفزيونية ولنستعيد معها قدرة شعب مصر علي مواجهة المستحيل والتغلب علي كل التحديات وكيف استطاع المصريون ان يواجهوا ما تتضاءل أمامه الآن كل ما يواجهنا من تحديات. ان ما تم في اليوم العاشر من رمضان منذ أربعين سنة هجرية أو تسع وثلاثين ميلادية يكشف عن معدن هذا الشعب الذي لا يجاريه شعب آخر عندما تحيط به الملمات وتتكتل حوله الصعوبات فيواجه بإرادته المستحيلات، وهو ما يجب ان نسترجعه الآن مع أبناء ثورة الخامس والعشرين من يناير الذين حققوا أيضا مستحيلا عبروا به مرحلة صعبة من تاريخنا. وقد تم تسجيل ثورة يناير بجميع تفاصيلها بالصوت والصورة لكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لمعركة العبور. إن ما تجري إذاعته عن مراحل ذلك العمل العسكري العظيم هو تسجيل لعمليات مماثلة. وبدون كاميرات التليفزيون وبعيدا عن كل أضواء الاعلام تسلق الرجال الساتر الترابي بارتفاع يزيد علي عشرين مترا وأجبروا العدو علي الاختفاء داخل المواقع الحصينة لخط بارليف ودمروا تحصيناته التي تمثل أصعب خط دفاعي في تاريخ الحروب، وحسموا المعركة في ست ساعات فقد خلالها العدو اتزانه وفشل في شن هجماته المضادة التي كانت مدعمة بمدرعات وأسلحة تم إمداده بها بحرا بعد ساعات قليلة من العبور.. وأمر العدو رجاله الذين كانوا مختفين في المواقع الحصينة بالاستسلام بعد ان تحققت السيطرة الكاملة للقوات المصرية عليها. وكان هذا هو المشهد الواقعي الوحيد الذي تم تسجيله ولا تزال صورته محفوظة في أرشيف جريدة الأخبار التي نشرتها في حينها، وفيها يظهر قائد الموقع المستسلم بعد ان خرج من أحد مواقع خط بارليف ليؤدي التحية العسكرية لقائد الوحدة المصرية التي استولت علي الموقع المعادي بعد ان تم رفع علم مصر عليه. وأتمني لو أعدنا نشر هذه الصورة واسترجاع تاريخنا البطولي الذي هو كفيل بإحياء الأمل داخلنا مؤكدا قدرتنا علي عبور كل تحديات تواجهنا الآن وتخطي الصعوبات التي علينا ان نتخطاها لنعبر بمصر هذه المرحلة بكل ما فيها من أزمات، وهذا ما كان في رمضان من أربعين سنة مضت. وخلال معركة العبور لم تسجل أقسام الشرطة حادثة عنف واحدة وخلت محطات الوقود من الزحام وعزف أصحاب السيارات عن التسابق للحصول علي الوقود، وكان شعب مصر علي مستوي المسئولية. وكما تمنيت نشر صورة استسلام قائد الموقع الحصين للضابط المصري وأداء التحية العسكرية له تحت علم مصر، أتمني ان نسترجع تفاصيل ما كان في مثل هذا الأسبوع من رمضان، وهو ما يسهل تحقيقه عبر قنوات التليفزيون والفضائيات المصرية. أما ما يبدو صعبا فهو تنفيذ أعمال درامية تروي أحداث العاشر من رمضان بصورة تليق بما كان وتحفظ لنا صورة مشرقة من تاريخنا يتذكرها الأبناء والأحفاد علي مدي التاريخ. ولنا في أحداث العاشر من رمضان أسوة حسنة نعبر بها ما نحن فيه الآن وما ذلك علي الله بعزيز ..