.. أسعد الناس باستخراج شهادة وفاة »المرحوم« مجلس الشعب، هم منتجو المسلسلات التليفزيونية الذين كانوا ينتظرون موسم رمضان وأيديهم في قلوبهم خوفا من المنافسة غير المتكافئة مع جلسات مجلس الشعب المذاعة علي الهواء، بكل ما فيها من هزل جعل نجوم الكوميديا عندنا يتجهون للاعتزال!! وهدد منتجو المسلسلات التليفزيونية بالإفلاس! ..هارد لك لأنصار نائب الفعل الفاضح »دبوس« الذين كانوا قد استعدوا للاحتفال بعودته محتميا بالحصانة البرلمانية. لكن الحصانة ولت، والدبوس سيظل هاربا، وعلينا أن نصدق أن أجهزة الأمن بجلالة قدرها مازالت عاجزة عن القبض عليه!! .. عشت طول حياتي المهنية وأنا أطالب الصحفيين المصريين بالتواجد في السودان العزيز علينا جميعا، وتقديم جهدهم لتغطية الأحداث هناك، ولشرح قضاياه جميعا.. ماذا أقول الآن والابنة شيماء عادل معتقلة هناك، والجهود حتي الآن لم تنجح في فك أسرها. وكل »التطمينات« التي نسمعها تزيد المخاوف عليها. ولا شيء يطمئن في هذه الحالة إلا عودة شيماء سالمة.. وفوراً! .. لا أعرف من أين جاء لقب »الشيخ« الذي تلصقه الصحف ووسائل الإعلام بشاب نصف متعلم ومتهم بجريمة قتل بشعة مثل »جريمة السويس«؟ ولا أعرف كيف يتحول »الأسطي«، وليد إلي »الشيخ وليد«، حتي بعد هذه الاساءة للإسلام والمسلمين؟ اتقوا الله أيها السادة.. فالشيوخ لا يحملون الخناجر!! وداعاً.. سلامة!! ..منذ أن بدأ يشق طريقه في عالم الصحافة في »الأخبار« قبل أكثر من نصف قرن، وإلي أن أسلم الروح إلي بارئها بالأمس.. أمضي العزيز »سلامة أحمد سلامة«، حياته وهو يقدم نموذجا للجمع بين الكفاءة المهنية والنزاهة والضمير الوطني، من »الأخبار« إلي »الأهرام«، ثم أخيراً إلي »الشروق«، حافظ كاتبنا الكبير علي منهجه، رغم اختلال المدارس الصحفية، وظل علي الدوام أمينا مع نفسه، ومع القاريء، ومع الكلمة التي يكتبها بضمير حي وعقل يسعي للمعرفة وبقلب يعرف أن الشجاعة ليست في الصوت العالي ولا في ابتذال الكلمة ولا في غلق المشاعر وإنما في أن تقول كلمة حق، وأن تعلي صوت العقل، وأن تكون مصباحا يعطي ولو شعاع ضوء ينير الطريق.. وقد فعل سلامة ذلك طول حياته.. يرسمه الله. كم سنفتقده، وكم سيظل بيننا رغم الغياب.