اعتبرت فرنسا أمس إن النص الذي اتفقت عليه الدول المشاركة في مؤتمر (مجموعة العمل حول سوريا) بجنيف أمس الأول يلمح إلي ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك رغم ما ذكره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سابقا من أن اتفاق جنيف لم يشر ضمنيا الي وجوب تنحي الأسد وانه لا توجد اية شروط مسبقة باستبعاد اية جماعة من حكومة الوحدة الوطنية المقترحة. في حين، اعتبرت ايران ان مؤتمر جنيف الذي لم تشارك فيه "لم يكن ناجحا" خصوصا بسبب غياب الحكومة السورية وغياب "الدول التي تؤثر علي الأحداث في هذا البلد" ورأت ان اي قرار يتم فرضه من الخارج دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ودون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة. فقد قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لمحطة (تيه.اف 1) التلفزيونية ان النص يشير ضمنيا إلي ضرورة رحيل الأسد وإلي أن أمره منته، وأشار الي انه في حال لم يكن اتفاق جنيف كافيا فإن فرنسا ستعود إلي مجلس الأمن لتطلب العمل بالفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لفرض تطبيق الاتفاق، وهو فصل يسمح باتخاذ إجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري. وأشار فابيوس الي ان مؤتمر (اصدقاء سوريا) المقرر عقده يوم الجمعة المقبل في باريس بمشاركة أكثر من مائة شخص يهدف الي تشكيل" جبهة موحدة" من كل اطياف المعارضة للمساعدة علي تنفيذ اقتراح المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي عنان، علما بأن روسيا والصين لم توافقا علي حضور المؤتمر المقبل. من جهتها، رفضت جماعات المعارضة السورية أمس خطة جنيف ووصفتها بأنها غامضة ومضيعة للوقت وتعهدت بعدم التفاوض مع الرئيس السوري أو أفراد من النظام الذي وصفوه ب" القاتل". وقال المعارض البارز هيثم مالح "انها كارثة ، البلد يتم تدميره، ويريدوننا ان نجلس مع القاتل" وقال ان اتفاق جنيف بلا قيمة علي ارض الواقع. من جهتها، اعتبرت بسمة قضماني المتحدثة باسم ابرز تكتل للمعارضة السورية (مجلس الوطني السوري) ان الاتفاق ينقصه جدول زمني او آلية للتطبيق. وقالت ان السوريين لن يقبلوا المشاركة في اي مسار سياسي بينما تستمر عمليات القتل. في المقابل، رفض النائب السوري خالد العبود أمس اتفاق جنيف وقال ان الصراع لا يمكن حله الا بين السوريين وليس من خلال تدخل قوي خارجية ولم ترد تعليقات رسمية من النظام السوري حول الاتفاق إلا ان الصحف السورية الصادرة أمس اعتبرت ان الاجتماع مني بالفشل، وقالت ان حل الأزمة لن يكون إلا سورياً. وكان المشاركون في المؤتمر قد اتفقوا علي خطة تدعو لتشكيل حكومة انتقالية تضم اعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة. ودعوا الي منح حرية التظاهر والافراج عن السجناء السياسيين ووقف فوري لاعمال العنف. وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الي ان واشنطن ستنقل الخطة المقترحة في جنيف إلي مجلس الأمن من أجل إقرارها، إلا ان نظيرها الروسي قال إنه لا يمكن الحديث عن قرار من مجلس الأمن وفقا للفصل السابع إلا بعد بذل الجهود لتطبيق خطة عنان السلمية. واعتبرت الصين ان الخطة الانتقالية لسوريا يجب ان تحظي بموافقة جميع الاطراف السوريين دون ان تفرض من الخارج. وكان عنان قد أشار الي انه يتعين علي الحكومة الانتقالية اجراء انتخابات حرة، وان للشعب السوري أن يقرر كيفية التوصل إلي اتفاق سياسي. وطالب بضرورة أن تقدم سوريا التزاما جديدا لوقف دائم للعنف الذي قال إنه "بلغ مستوي مفجعا". ميدانيا، قام فريق من المراقبين الدوليين بزيارة "انسانية" الي دمشق القديمة أمس علي الرغم من اعلان الفريق تعليق مهامه في 26 يونيو الماضي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان العمليات العسكرية استمرت أمس في ريف دمشق بعد يوم من اقتحام الجيش مدينة دوما واستهداف جنازة في منطقة (زملكا) ما اسفر عن مقتل واصابة العشرات، واشار المرصد الي سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف.وقال ناشطون ان طائرات هليكوبتر عسكرية تشارك في عملية للجيش واسعة النطاق علي بلدة حلفايا في حماة. ونقلت قناة الجزيرة الاخبارية عن (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) المعارضة قولها ان 37 شخصا قتلوا أمس.