الفرحة والحسرة.. مشاعر متناقضة تعيشها مئات الملايين من عشاق الساحرة المستديرة عندما تشير عقارب الساعة التاسعة إلا ربع مساء اليوم بتوقيت القاهرة لمتابعة النهائي الحلم بين إسبانيا وإيطاليا بالاستاد الأوليمبي بمدينة كييف علي لقب بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم يورو 2012 التي اقيمت علي ملاعب الاستضافة المشتركة بين بولندا وأوكرانيا. إسبانيا بدأت مبارياتها في الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة بلقاء إيطاليا وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 وفي الجولة الثانية سحقت أيرلندا برباعية نظيفة قبل أن تختتم منافسات الدور الأول بفوز جديد علي كرواتيا منحها صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط... وفي دور الثمانية واجه الإسبان الديوك الفرنسية بفوز تاريخي بهدفين نظيفين وهو الأول للماتادور في تاريخ اللقاءات الرسمية للمنتخبين العريقين، وفي الدور قبل النهائي تخطت إسبانيا عقبة البرتغال بالفوز بركلات الجزاء الترجيحية 4/2 بعد التعادل في الوقتين الأصلي والاضافي بدون أهداف. أما إيطاليا وبعد تعادلها في المباراة الافتتاحية للمجموعة عادت للتعادل من جديد مع كرواتيا بهدف واحد لكل منهما قبل أن تستدرك موقفها الحرج وإزاحة شبح الخروج المبكر بالفوز علي أيرلندا 2/صفر ليحتل المنتخب الأزوري المركز الثاني ولها 5 نقاط، والتقي الطليان في دور الثمانية مع الانجليز ونجحوا في تحقيق الفوز بفضل ركلات الجزاء الترجيحية 4/2 بعد التعادل سلبيا في الوقتين الأصلي والاضافي. وتبدو صفحات التاريخ مفتوحة أمام المنتخبين لإضافة سطور جديدة في السجلات.. المنتخب الأسباني يطمح في أن يكون أول منتخب أوروبي ينجح في الحفاظ علي لقبه بطولتين متتاليتين كما أنه سيصبح أول فريق يحرز ثلاث بطولات عالمية متتالية بعد أن سبق له الفوز ببطولة أوروبا عام 2008 بسويسرا والنمسا ثم الفوز بكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، بينما يأمل الطليان في الفوز باللقب الأوروبي الغائب منذ 44 عاما للمرة الثانية في تاريخهم عندما استضافوا البطولة وفازوا بلقبها عام 1968 كما أنه سيكون اللقب الأول بعد الحصول علي كأس العالم عام 2006 بألمانيا.. وتتميز المباراة بصراع ثقافي كروي بين مدرستين الأولي تتميز بالكرة الهجومية الشاملة في حين تعتمد الثانية علي صلابة الدفاع أولا. حسابيا فإن دفاع إسبانيا هو الأقوي بين فرق يورو 2012 حيث استقبلت شباك ايكر كاسياس هدفا واحدا فقط خلال المباريات الخمس التي خاضتها إسبانيا قبل مباراة اليوم والطريف أن هذا الهدف الوحيد كان بقدم الإيطالي أنطونيو دي ناتالي ولعل الفضل في ذلك يعود لخط الوسط وبالذات محوري الارتكاز سرجيو بوسكيتش وتشابي ألونسو بالاضافة إلي الطرفين القويين ويمثلهما أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز. وقبل ساعات من المواجهة النهائية عاش فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني لأسبانيا كابوسا بسبب الشكوك حول مشاركة لاعب الوسط ديفيد سيلفارخصوصا في ظل الحيرة حول خط الهجوم في مواجهة صلابة الدفاع الإيطالي الذي اضطره في مباراة الدور الأول للعب بستة لاعبين في خط الوسط مع الدفع بلاعبه فابريجاس كرأس حربة وهمي قبل أن يلعب بمهاجم صريح هو فرناندو توريس وهو ماقد يكرره ديل بوسكر في مباراة اليوم أو الدفع بالمهاجم نجريدو من البداية كما فعل أمام البرتغال وأشارت صحف إسبانيا إلي أن فرناندو يورينتي ربما يكون مفاجأة المباراة وعلي الجانب الإيطالي فإن المدير الفني برانديلي الذي كان مكلفا ببناء فريق جديد ينافس علي البطولات بعد الاخفاق في بطولة أورويا الماضية ثم كأس العالم بجنوب أفريقيا فقد نجح في صنع توليفة من اللاعبين أصحاب الخبرة والوجوه الجديدة التي أنتجت توليفة رائعة بين صلابة الدفاع الذي يشتهر به الطليان والمتعة الهجومية رغم الشكوي من عدم الفاعلية علي المرمي في بعض الأحيان، ويمتلك برانديلي كتيبة من الأوراق الرابحة بين صفوف الفريق أمثال ثلاثي الدفاع بالزاريتي وبونوتشي وبارزالي وكاسانو ودر روسي ومونتوليفو وماركيزيو والمتألق بيرلو المرشح للقب أفضل لاعب في البطولة وفي الهجوم ماريو بالوتيلي صاحب البشرة السمراء الذي ينحدر من أصول غانية والذي تغيرت مشاعر الجماهير الإيطالية تجاهه بعد هدفيه في مرمي الماكينات الألمانية في الدور قبل النهائي.