قدم د. محمد مرسي الرئيس المنتخب نفسه للشعب المصري بشكل جيد حتي الآن لم ينتظر أداء اليمين الدستورية المختلف عليها.. التقي بأسر الشهداء ورجال الشرطة والقضاء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي في اطار طمأنة كل أبناء الوطن علي انه سيكون مسئولا عن الجميع دون تفرقة أو إقصاء وأظنه صادقا.. هكذا تقول المقدمات.. لكن أهم ما فعله الرجل هو رفض اعلانات التهنئة وتعليق صور الرئيس في المصالح الحكومية.. وهذه ترجمة واقعية لتحويل الأقوال إلي أفعال عندما أعلن انه جاء ليخدم الشعب وان عليه واجبات وليس له حقوق.. لا نريد استباق الأحداث ولا نفرط في التفاؤل لكني أردت فقط التعبير عن الحالة في ظل ارتياح ملحوظ للشارع المصري منذ اعلان فوز د. مرسي وظهرت مؤشرات ايجابية علي الاقتصاد باسترداد البورصة 23 مليار جنيه من خسائرها.. وما أرجوه ان يترك الاخوة من حزب »الحرية والعدالة« الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الرئيس المنتخب يعمل في هدوء دون محاولة جره للخلف من خلال خلق مشاكل حول عملية القسم وما إذا سيكون أمام المحكمة الدستورية وفقا للاعلان المكمل أم أمام مجلس الشعب.. ولابد أن يعي هؤلاء الاخوة أن د. مرسي أصبح رئيسا لكل المصريين علي اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم. وكلمة حق يستحقها الفريق أحمد شفيق.. فقد ضرب مثالا رائعا في التحضر والرقي باعترافه بنتائج الانتخابات واحترامه للقضاء النزيه.. وتوجيه التهنئة للرئيس الفائز.. مؤكدا انه سيظل خادما للوطن عندما يطلب منه العون أو المشورة.. هكذا تكون المنافسة الشريفة.. لقد أبرزت الانتخابات الرئاسية الوجه الحضاري لوطن ضارب في أعماق التاريخ ويجمع ما بين الكثير من الحضارات الفرعونية والاغريقية والقبطية والإسلامية.. تحية لهذا الوطن ودعاء للعمل من أجله لأنه يستحق منا الكثير.