أعلنت حملة حمدين صباحي خريطة طريق لانقاذ مصر من حالة الانقسام وخطر التشتت الذي أصاب البلاد خلال الفترة القصيرة الماضية..وتضمنت خريطة الطريق التي قدمتها الحملة بعد التشاور تليفونيا مع صباحي الذي كان قد غادر القاهرة يوم الاربعاء الماضي لأداء مناسك العمرة 7 خطوات. تبدأ خريطة الطريق التي اقترحتها حملة صباحي بسرعة الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة دون المزيد من التأخير ، والاعلان معها عن الحقائق كاملة بما فيها أي محاولات للتزوير أو التجاوزات وتقديم المسئولين عنها ومرتكبيها للمحاسبة وفقا للقانون ، وعدم القبول بأي تلاعب في النتائج أو تزييف لارادة الشعب المصري .. مع التأكيد الكامل علي احترام أحكام القضاء المصري التي وان اختلفنا معها فلا بد من احترامها اتساقا مع قناعتنا بدولة ديمقراطية مدنية حديثة ، ونؤكد إيماننا الكامل بضرورة العمل علي استقلال كامل للقضاء المصري . وتتضمن الخطوة الثانية تشكيل فريق رئاسي يكون عمودا فقريا لمؤسسة الرئاسة بقيادة الرئيس المنتخب ومعه عدد من النواب والمستشارين من الشخصيات الوطنية المستقلة الذين يضمنون تمثيل كافة تيارات وقوي المجتمع المصري في مؤسسة الرئاسة، مثل د. محمد غنيم علي سبيل المثال، وأن تقرر هذه المؤسسة الرئاسية أسلوب اتخاذها للقرار بالتوافق أو بالأغلبية وتوزع الملفات والمهام فيما بينها . والخطوة الثالثة تشكيل حكومة وطنية علي أساس قاعدة لا هيمنة ولا اقصاء ، علي أن يتولي رئاستها د. محمد البرادعي. والخطوة الرابعة تجديد رفض الاعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، ونقترح نقل صلاحية تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور إلي الفريق الرئاسي فور تشكيله ، علي أن يتم نقل سلطة التشريع إلي الجمعية التأسيسية فور تشكيلها وأن تستمر هذه الجمعية بنفس تشكيلها بعد إنتهائها من مهمة إعداد الدستور وإلي حين انتخاب مجلس الشعب الجديد. والخطوة الخامسة الغاء قرار الضبطية القضائية للعسكريين في تلك المرحلة الحرجة وما قد يسببه هذا القرار من صدام بين رجال القوات المسلحة والمواطنين في ظل حالة الاحتقان ، والعمل علي سرعة عودة الشرطة الي الشارع المصري وممارسة دورها في انهاء الانفلات الامني ومواجهة الجريمة والبلطجة ، ووضع خطة عاجلة لاعادة هيكلة وزارة الداخلية وأجهزة الأمن بما يضمن دورها في حماية أمن المواطن والالتزام بالقانون واحترام حقوق الانسان. والخطوة السادسة تتضمن التأكيد علي أن أولويات المهام الوطنية هي استعادة الأمن وتوفير لقمة العيش للمصريين وتهيئة مناخ جاد للاستثمار والانتاج وتحقيق العدالة الاجتماعية بالاضافة لتوفير سبل وضمانات استكمال مسيرة التحول الديمقراطي الجاد. والخطوة السابعة بدء حوار وطني جاد حول فترة تولي الرئيس الجديد وهل يستمر لمدة محددة كرئيس انتقالي مؤقت لحين الانتهاء من استكمال مهام المرحلة الانتقالية التي تشمل صياغة الدستور المدني الجديد ثم انتخاب برلمان معبر عن الثورة ، أم يستكمل مدة الأربع سنوات علي أن يتم تضمين نتائج هذا الحوار الوطني في باب الأحكام الانتقالية في الدستور الجديد. وأكدت الحملة انها تتقدم بهذه المقترحات للشعب المصري العظيم ولقواه الوطنية بحثا عن مخرج من الأزمة الراهنة ، والذي اذا حظي بتوافق وطني وشعبي حوله فلا بد من تحويله لاتفاق يلزم كافة أطرافه وفقا لتعهدات واضحة ومحددة لا مجرد وعود عامة كي نستفيد من دروس وأخطاء الماضي . و اضافت الحملة في بيانها "إننا إذ ندرك تماما أن تلك المقترحات لا تقدم وحدها مخرجا مما وصل إليه الوطن والشعب والثورة ، وأنها لا تكتمل إلا بتحمل القوي المدنية والثورية والاجتماعية مسئوليتها - ونحن معهم - في بناء وتأسيس تيار شعبي وطني بديل يمثل الطريق الثالث الذي يحتاجه الوطن كي لا يجد نفسه مجددا أمام خياري اعادة انتاج النظام او التحول لدولة عسكرية من جانب أو استبداد وهيمنة تيار والتحول لدولة دينية.. ونجدد العهد أن نبذل كل الجهد في تأسيس هذا التيار مع كافة شركائنا الحقيقيين في الحركة الوطنية والشعبية لنبني معا بالعدل والمحبة مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة تصون الحرية وتحقق العدالة الاجتماعية وتحفظ الكرامة الانسانية وتضمن استقلال قرارها الوطني" . وأضافت "في هذه اللحظة الحرجة و الدقيقة التي تمر بها مصر وشعبها وثورتها ، والتي نقف فيها جميعا علي شفا حفرة من نار الانقسام وخطر التشتت اذا استسلمنا لحالة الاستقطاب الحاد التي تتجاذبنا إليها أطراف كانت مسئولة علي مدار المرحلة الإنتقالية عما وصلنا إليه إما بإساءة إدارة المرحلة أو بالطمع في حصد مكاسب وغنائم ثورة لم تحقق أهدافها ولم تسترد حقوق شهدائها .. في هذه اللحظة ندعو كل الغيورين علي مصر وتماسكها وكل الباحثين عن مستقبلها والساعين لتحقيق أشواق المصريين وأهداف ثورتهم أن يحذروا من الاندفاع إلي مواجهة غير محسوبة وندعوهم لأن يسهموا الآن وفورا في محاولة احتواء هذا الخطر وتجنيب مصر أن تدفع ثمنا يمكن بالعقل والحكمة وحدهما - لا لغة التهديد ولا لغة التخوين - أن تتفاداه". وأكدت " إننا إذ نؤكد علي الانحياز الكامل للشعب المصري وأهداف ثورته ، ونجدد يقيننا أن الثورة ستنتصر ، وأن شرط انتصارها واستكمالها هو سلميتها دون انجرار أو تلويح بالعنف وهو أمر نرفضه من أي طرف ، فإننا نوجه نداءنا هذا للشعب المصري بكافة انتماءاته وإلي الرأي العام وإلي النخبة الوطنية من رموز مصر وإلي قوي مصر الوطنية والثورية والحية.. ونثق أن المجتمع المصري الذي ينحاز أغلبه لتيار بديل عن كلا الخيارين المفروضين علي الشعب المصري في هذه الأزمة الخانقة قادر علي تجاوز هذه اللحظة وأن يتطلع إلي المستقبل وأن يمهد الطريق لتضع مصر قدميها علي أول طريق تمكين الثورة وبناء نهضة تحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطني.