كرم سنارة حان وقت إعادة البناء.. كفانا فوضي وهدما وإهدارا لمقدرات البلد.. كفانا صراعا واصرارا علي المصلحة الشخصية وإهمال المصلحة العامة.. يجب أن ندرك أن زمن الهيمنة علي مصر واقتسام غنائم الاستحواذ قد مضي وولي.. إذا لم ندرك ذلك ونتعاون لإعادة اصلاح ما أفسده النظام البائد فإننا سنجعل تهديد المخلوع »أنا.. أو الفوضي« عنواناً لحياتنا ! يخطئ من يتصور أن مبارك قد خرج من المشهد السياسي.. وواهم من يسعي لاقناعنا بأنه أراح مصر وأصبح موجوعا بخلعه واسقاطه ومرضه والحكم عليه بالمؤبد.. لا يا سادة.. هو غائب عن المشهد بشحمه ولحمه، حاضر ومتغلغل فيه بشبحه وأثره وتأثيره.. بل بالميراث الذي نحصد ثماره المرة التي لم يكتف بتجرعنا لسمومها طوال 03 سنة ويحرص علي استمرار تسممنا بها حتي الآن!.. فإذا ما عدنا إلي بدايات الثورة لوجدنا أنه رغم حماية المجلس العسكري لها فإن مبارك كان سببا رئيسيا في التشكيك في نوايا المجلس.. فهو المخلوع الذي تم نقله إلي منتجع شرم الشيخ ولم يتم رحيله عنه إلا بعلامات الاستفهام والتعجب التي جاءت في تحذير الأستاذ محمد حسنين هيكل من مغبة وجوده هناك.. ثم جاء نقله إلي المركز الطبي العالمي ليضيف الجديد من الخصوصية والتمييز في التعامل مع رئيس خلعته الثورة وأسقط الشعب نظامه!.. وهو أيضا أي مبارك الذي أدي إلي وصم الفريق شفيق بصفة الفلول عندما عينه رئيسا للوزراء في نهاية عهده.. ولولا ذلك ما تم نعت الرجل بهذه الصفة.. وما تم اتهامه بأنه مرشح الفلول الذي جاء ليؤكد قوة الثورة المضادة ويعيد انتاج النظام البائد»!« ليس هذا فقط.. مبارك مسئول عن اسقاط الماضي علي المستقبل.. فالممارسات الاستبدادية للحزب الوطني المنحل والممارسات الديكتاتورية لرئيس الجمهورية وحكومته، كل هذا رسخ مفهوم أخطاء وخطايا السلطة المطلقة.. وبالتالي تم اتهام الإخوان المسلمين بالرغبة في التكويش علي السلطة.. والذين أطلقوا الاتهامات لهم عذرهم ومبرراتهم، فهم يخشون إعادة انتاج حزب وطني بمسمي آخر.. يخشون وقوع البلد مرة أخري تحت طائلة فصيل سياسي واحد خاصة أن صدي فساد الماضي القريب مازال يدوي في الآذان.. كما ان جراح الهيمنة والتكويش للنظام البائد مازالت تنزف وليس معلوما متي تلتئم! شعب مصر بعد نظام مبارك أشبه بمن اعتاد العيش في الظلام لسنوات طويلة، وعندما خرج منه أغمض عينيه ولم ير طريقه جيدا.. وهذا ما عكسته الانتخابات الرئاسية.. اتهامات قاسية متبادلة بين المرشحين.. مال سياسي يتم ضخه في دوائر يعاني سكانها أشد المعاناة من الفقر.. نتائج يتم ترويجها قبل موعد إعلانها الرسمي!.. ناخبون يتوارد إلي أسماعهم أن د. مرسي هو الفائز.. والفريق شفيق هو الفائز أيضا.. وكأن قدر مصر أن يحكمها رئيسان.. رئيس صيفي ورئيس شتوي! أبناء مبارك كانوا في البداية يقولون »آسفين ياريس« وأخيرا قالوا: »سلامتك بمصر كلها ياريس«! فقد جاء نقل مبارك من طرة إلي مستشفي المعادي ليثير الشكوك حول مصير الثورة ومصير المرحلة الانتقالية.. قالوا انه أصيب بجلطة في المخ.. وأنه مات اكلينيكيا.. ضللوا الإعلام واستغفلوا الشعب.. وتبين ان صحة المخلوع مستقرة وان »عمر الشقي بقي«!.. ألا يؤكد كل ذلك ان المخلوع مازال داخل المشهد السياسي؟!