سويعات قليلة تفصلنا عن صناديق الانتخابات لاختيار الرئيس الجديد لمصر الجديدة، وكغيري من ملايين المصريين عشت متاهة التشكيك التي تبادلها المرشحان مرسي وشفيق وغطت سحابة "كلاهما مر" علي سماء التفكير لدرجة أن البعض أعلن عن المقاطعة أو إبطال صوته.. ولكني أقول إن هذه رؤية قاصرة وعلي المرء أن يشارك ويختار.. فكلا المرشحين أعلن عن هويته ومنهجه في الحكم وأسلوب إدارته للبلاد، والواضح أن شفيق اختار الدكتاتورية غير المطلقة والمتمثلة في الحزم والشدة وفرض القانون بالقوة وشعاره لا يفل الحديد إلا الحديد ومثله الشعبي "عشان الكل يعيش لازم حد يضحي".. ومن الواضح أيضا أن نهج مرسي سيكون الدكتاتورية الناعمة الغامضة وشعاره ليس منا من خالف الجماعة وشق عصا الطاعة ، ومثله الشعبي "بكرة عمره ما يخلص" كالحداد الذي اقترض دينا وماطل في السداد وعندما قابل الدائن نجل الحداد وعده بسداد الدين عند انتهاء عمر السندان "وهو كتلة كبيرة من الحديد الصلب" وعندما علم الحداد عنف ابنه وضربه وقال يا غبي سيأتي يوم وينتهي عمر هذا السندان أما كلمة بكرة فلن تنتهي أبدا .. وصديقي المثقف قال إن المصريين عاشوا عصر عبد الناصر الدكتاتور العادل وعصر السادات الرئيس المؤمن، فعبد الناصر الذي أمم القناة وقضي علي الإقطاع وحقق العدالة الاجتماعية حدد إقامة محمد نجيب واعدم خصومه من الإخوان لكنه صنع مصر القوية التي قادت الدول العربية واحتلت موقع الصدارة في الشرق الأوسط، والسادات حقق النصر علي إسرائيل لكنه أطلق مارد الجماعات الإسلامية ثم انقلب عليه وعلي الجميع قبل اغتياله.. أما صديقي الفلاح العجوز فقال اسمع .. زمان كان الفلاح يراقب طفله الصغير وهو يلعب فإذا نادي في أقرانه من سيلعب معي فإنه سيصبح قائدا ، وإذا قال أنا ها العب مع من فإنه سيكون ضعيف الشخصية منقادا.