نحن بحاجة ماسة لكي نعبر فجوة الادارة القائمة في واقع تفاعلاتنا علي جميع الاصعدة الاجتماعية والاعلامية والقانونية والادارية والسياسية والاكاديمية »اساسا« لان الجامعات هي قاطرة التنمية أو من المفترض ان تكون الأمور هكذا... وبالتالي من المهم والحيوي ان نكشف عن اساليب التلاعب المتعددة MANIPULATION TOOLS التي تكون عادة متخفية وهذا الأمر يحتاج الي متطلبات وافتراضات موضوعية يجب ان نتوافق عليها حتي نتعامل بجدية وعلمية وحرفية اكثر من المتلاعبين MANIPULATRS فشخصية المدير المتلاعب في أي موقع لها سمات لابد من تحديدها أولا وتتمثل في الاتي: 1- عادة يتسم بالتسلط المتغلغل في داخله ويتمحور حول ذاته ولا يري إلا نفسه بأشكال واساليب متعددة ويستطيع التلون واظهار الشكل الاجتماعي الذي يبدو جيدا. 2- عادة لا يهمه ان يكتشف تلاعبه الذي يصل الي حد الكذب الصريح والفج من حوله أو من يعرفونه ولكن المهم ان ينقل للسلطة الاعلي التي يخشاها أو لأتباعه انه صاحب العزم والهمم وانه الشخص الاوحد الذي يكرس كل وقته وحياته للمؤسسة التي يعمل بها وان الاخرين »مساكين« أو »مهملين« أو »ليسوا من اصحاب مهارات الادارة« أو انهم »عاهات« في مكان العمل... ويمكنه لاثبات هذا التأطير ان يركز الضوء في تقاريره علي حادث أو تفاعل بعينه يبدو للعيان انه »تسيب« و»عدم انضباط« أو ما شابه ذلك من اوصاف سلبية عديدة.. وبالتالي يقتنع رئيسه الاعلي أو اتباعه أو مناصروه في العمل بأن الحفاظ عليه في موقعه ضرورة قصوي »إن لم تكن ضرورة أمن قوي« حتي لا تزداد الأمور سوءا وحتي لو اكتشفت الادارة الاعلي ما يفيد بوجود سلبيات عديدة لديه... ولكن يكون الأمر بمثابة »ضرر قائم« أفضل من »كوارث واضرار اكبر« علي يد آخرين.. فيبقي الحال كما هو عليه بل يتم »غفران أي اخطاء له« لان الادارة عملية صعبة ولا بأس من وجود اخطاء من نوع أو اخر إلا خطأ »التسيب«.. والسقوط في »مستنقع الفوضي«... وهذا تماما ما يهدف الي ترسيخ هذا المدير المتلاعب أو ذاك وكأن لا توجد اساليب محترمة وتقنية اخري لتحقيق هذه الامور المهمة لأي مؤسسة. 3- لا يناقش »المدير المتلاعب« ما يطلب منه عمله رغم الاحتياج الأكيد للمناقشة الايجابية في العملية الادارية الصعبة بل انه يجيد المناقشات الشكلية والتي قد يبدو فيها صاحب الرأي المتوافق اساسا علي ما يطرح.. حتي لو كان هذا الرأي يحتاج الي جرأة مناقشته للصالح العام هذا علي مستوي »النقاش مع السلطة الاعلي« أما مع من يعمل معهم مباشرة فهو لا يؤمن أو لا يعي ان »الادارة الجماعية« و»الادارة بالمشاركة« الحقيقية هي جوهر النجاح لاي مؤسسة في العالم المتقدم ولكنه يؤمن فقط »بالادارة التسلطية« و»عبقرية الوحيد الأوحد« وبالتالي يتم دائما اتخاذ القرارات وليس صنعها والتعلم برد الفعل وبالاخطاء المتراكمة... وبالتالي قد ينجح في وجود »عدم التسيب« ولكنه يترك المؤسسة بعد أن تكون اكتافها قد لامست الارض علي اصعدة النهوض الحقيقي. 4- »المدير المتلاعب« يستطيع بمهارة و»استعباط« تبني أي تقرير أو رأي يرفع اليه بعد ان يسفه ويحاول ان يحط من شأن من قدمه له... ثم يقوم هو بتبني ورفع هذا الرأي أو التقرير ببجاحة يحسد عليها.. كما ان أي نجاح يحققه من ينتمي للمؤسسة حقا لابد الا يعترف به ويتم نسبه لهذا المتلاعب. 5- »المدير المتلاعب« يمكنه ان يصرف مكافأة أو يعطي ميزات نفسية أو معنوية »لمتلاعبين من نوعيته« بكل تأكيد لضمان وجود مناصرين. هذه بعض من سمات المدير المتلاعب ويمكننا أن نراها تتجسد في العديد من تفاعلات واقعنا الثقافي ولابد للنهوض من براثنها أن نكشف عنها وان نتعامل معها بالحسم الواجب للتصدي لجذور الفتن وللنهوض والخروج من عبثية فجوة الإدارة... والله ولي التوفيق.