ان احدا لا يتجني علي جماعة الاخوان المسلمين ورافدها السياسي حزب »الحرية والعدالة« وانما تؤكد الدلائل الدامغة انهم يدينون انفسهم بأنفسهم. انهم وفي هذا المجال لا يمكنهم انكار جنوحهم الي تفصيل القوانين التي تصب في مصلحة الجماعة واعضائها دون اي اعتبار لحقوق باقي ابناء الشعب المصري. ان آخر خطواتهم علي هذا الطريق جاء اثناء مناقشتهم في مجلس الشعب لقانون الحد الادني والاعلي للاجور. طالبوا بأن يتضمن هذا القانون استثناء رئيسي مجلسي الشعب والشوري وكذلك رؤساء اللجان وكل اعضاء المجلس وغالبيتهم من الاخوان من تطبيق الحد الاقصي للاجور الذي تم تحديده ب50 الف جنيه في الشهر. هذا يعني ان هؤلاء السادة يريدون ان يحصلوا علي دخل شهري يفوق هذا الحد الاقصي!! يحدث هذا في الوقت الذي تعاني أغلبية هذا الشعب من تدني الدخول والتي اصبحت لا تفي بالحد الادني لضمان حياة معيشية كريمة. يضاف الي ذلك الي ان هناك عناصر بارزة في الكثير من المجالات التي تحقق فوائد لا تعد ولا تحصي للدولة المصرية لا يحصلون حتي علي ربع هذا الحد الاقصي الذين يريدون استثناء اسياد القوم الجدد اعضاء جماعة الاخوان من تطبيقه. الشيء الذي يدعو الي الدهشة والعجب هو المطالبة بان يطبق هذا الاستثناء علي رئيس الجمهورية ايضا باعتبار ان الجماعة ضامنة حصول مرشحها د. محمد مرسي علي هذا المنصب. ليس من تفسير لهذا التوجه الاخواني في تمرير القوانين التفصيل سوي انهم يضعون في اعتبارهم انهم مخلدون وبالتالي متواصلون في امتلاك قوة اصدار القوانين لصالحهم ولحسابهم. وفقا لهذا السلوك فقد كان من الطبيعي ان يخلق احساسا جازما لدي الغالبية حتي الاخوانية بانهم اذا سيطروا علي مقاليد الدولة لن تكون هناك فرصة للفكاك من قبضتهم. انهم سوف يستخدمون القوانين التفصيل وارهاب الميلشيات للابقاء علي سيطرتهم لعقود وعقود.. وسلم لي علي الديمقراطية!! وفي هذا المجال يمكن القول بأن أعضاء الجماعة وفي خوضهم لمعارك الانتخابات سواء في الشعب والشوري أو في انتخابات رئيس الجمهورية يعتمدون علي ميكيافيلية سياساتهم ومواقفهم والتي تستند الي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وبناء علي ذلك فانهم لا يرعون تعاليم الاسلام الذي يّدعون انتسابهم له. انهم وفي سبيل تحقيق اهدافهم في القفز إلي سدة الحكم والسيطرة علي كل السلطات يطلقون سيل الوعود »الفشنك« غير القابلة للتنفيذ. أغدقوا علي الدعاية والترويج مئات الملايين من الجنيهات والموجود الكثير منها لديهم دون ان يعرف احد مصدرها. الشئ المؤكد ان رشاواهم العينية والنقدية التي قدموها للمواطنين الناخبين لم تحقق لهم الفوز بالرئاسة من الجولة الاولي كما سبق وبشرنا د. محمد مرسي متباهيا في احد البرامج التليفزيونية. لا تفسير لما وقع مخالفا لتوقعاتهم سوي ان معظم المواطنين قرروا ان يأخذوا هذه العطايا الرشوية وعندما يصبحون داخل لجان الانتخاب لا يراهم الا الله يوجهون اصواتهم وفقا لما يُرضي ضمائرهم ويحقق مصلحة الوطن والهروب من الوقوع في شرك الاخوان. اخيرا اقول ردا علي كل هذه السلوكيات »تقدرون وتضحك الاقدار«.