مشيعون لبنانيون يحملون جثمان الشيخ أحمد عبدالواحد في أحد أشرس أعمال العنف في العاصمة اللبنانية بيروت خلال اربع سنوات، اندلعت أمس اشتباكات بأسلحة آلية وقاذفات صاروخية (ار بي جي) بين عناصر من تيار المستقبل (المعارض للنظام السوري) وعناصر من حزب التيار العربي (المؤيد للنظام السوري) مما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 18 اخرين، في حين تدفق آلاف الأشخاص إلي مسقط رأس رجل الدين السني الشيخ احمد عبد الواحد الذي قتل أمس الأول عند حاجز عسكري لتشييع جثمانه الذي غطي بعلم لبنان والعلم السوري الذي يستخدمه الثوار السوريون. فقد ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان الاشتباكات في بيروت بدأت ليلا واستمرت حتي ساعة مبكرة من صباح أمس مشيرة إلي أن الجيش اللبناني تدخل للفصل بين الفريقين. وفضل العديد سكان بيروت عدم ارسال ابنائهم إلي المدارس بعد وقوع الاشتباكات، وأغلقت بعض المحال أبوابها. وكان التوتر قد عم شمال لبنان اثر مقتل الشيخ احمد عبد الواحد، والشيخ محمد المرعب المنتميان لتحالف قوي 14 اذار المعارض بالرصاص عند حاجز للجيش عندما رفض موكبهما التوقف عند الحاجز بمنطقة عكار مما دفع محتجين الي قطع طرق في المنطقة وفي غرب بيروت ووسطها. وفي مسقط رأس الشيخ عبد الواحد ردد رجال مسلحين اطلقوا النيران حدادا عليه هتافات تطالب باسقاط النظام السوري، واتهموا الرئيس السوري بشار الأسد بمحاولة نقل الأزمة السورية إلي لبنان. في غضون ذلك، القي القضاء العسكري اللبناني القبض علي 21 عسكريا من بينهم ثلاثة ضباط رهن التحقيق في قضية مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه.وذكر مصدر قضائي ان "الشرطة العسكرية تجري تحقيقات باشراف القضاء العسكري". وذلك بعد أيام من توقف المعارك في مدينة طرابلس بشمال لبنان بين سنة مناهضين للنظام السوري وعلويين من انصار النظام. من جانبه، استنكر رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري وهو ابرز اركان المعارضة مقتل الشيخين وطالب بمحاسبة العناصر التي اطلقت النار عليهما. في الوقت الذي اعلنت فيه دار الفتوي في بيروت اغلاق كل مؤسساتها لمدة ثلاثة ايام حدادا علي مقتل الشيخين، وأعلن (تيار المستقبل) المشاركة في الاضراب العام الذي دعت إليه دور الفتوي مشددا علي انصاره التقيد بالطابع السلمي للاضراب واستنكر اعمال الشغب وقطع الطرق. والشيخ عبد الواحد من المنتقدين للنظام في سوريا، وينشط في مساعدة اللاجئين السوريين. وشارك في مناسبات عدة داعمة "للثورة السورية". ودعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الي تحكيم العقل والمسئولية الوطنية والي ضرورة فتح الطرق وعدم التعرض لمصالح الناس والمرافق العامة. واشار الي ان القضاء لن يتواني في اتخاذ الاجراءات المناسبة في حق من يثبت تورطهم في مقتل الشيخين مؤكدا أن القانون فوق الجميع.