جمىل چورچ 24 ساعة تفصلنا عن اختيار اول رئيس لمصر بعد ثورة يناير، 50 مليون مصري يتوجهون الي صناديق الانتخاب في طول البلاد وعرضها .. الرئيس الجديد بالقطع استوعب الدرس في فترة الرئيس السابق مبارك وآثارها السلبية وهو الذي ينتظر خلال ايام واسرته وحكومته ونظامه كلمة القضاء عما ارتكبوه من ظلم لهذا الشعب وفساد استشري في كل مكان، واموال تم تهريبها خارج البلاد.. ان الرئيس الذي سيختاره الشعب خلال اليومين القادمين مطلوب منه العمل علي تحقيق الدولة المدنية الحديثة، وتُخرج البلاد من كبوتها فيعيد الامن والاستقرار، ويقدم التيسيرات لجذب الاستثمارات، ويعمل علي تشغيل ملايين العاطلين الذين خرجوا من الجامعات والمعاهد منذ سنوات طويلة، ويحل مشكلة سكان العشوائيات والمقابر.. ويحقق العدل والمساواة ويمنع التميز بين الشعب.. ويفتح الباب امام الشباب اللائق لدخول الكليات العسكرية والشرطة والنيابة.. ويعمل علي متابعة تنفيذ برنامجه لتنمية الصعيد، وسيناء، والنوبة. ان مسئولية الرئيس الجديد ترتكز علي تقوية جيشنا وتزويده بأحدث الاسلحة، وزيادة مخصصات البحث العلمي، والتعليم ومحو الامية والصحة، وتقديم برنامج زمني اقتصادي لزيادة المرتبات.. وضبط الاسعار وصرف بدل البطالة للعاطلين، وعلاج ازمة اطفال الشوارع.. ويعمل الرئيس الجديد علي تحقيق اللامركزية.. وجعل المحافظ بالانتخاب، ويحقق الاصلاح الاداري ليقضي علي الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وان يختار نوابه بعناية ويحقق التعاون مع البرلمان ويعطي المرأة كل حقوقها المسلوبة. ومن الغرائب تقديم احد المرشحين برنامجا مدته 20عاما! وقال آخر لو فاز احد المرشحين بالرئاسة من الفلول سيدعو الي ثورة اخري ضده! هل هذه هي الديمقراطية إن كلمة الشعب في صناديق الانتخاب وليست بالتخريب والتدمير.. وهنا اقدم لهذا المرشح نموذج فوز رئيس فرنسا الجديد اولاند، عندما تقدم اليه ساركوزي الرئيس السابق ليصافحه ويعترف بهزيمته. وجلسا معا لتسليم مقاليد الحكم في هدوء. والسؤال الآن.. لماذا التشكيك والاتهام بالتزوير والانتخابات لم تبدأ بعد.. بينما هناك ضوابط محكمة لتحقيق النزاهة والشفافية، واهمها تخصيص قاض لكل صندوق ومندوب عن كل مرشح.. ورقابة علي المنتقبات ومراقبون عن المجتمع المدني.. بينهم أجانب. ويقول الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان انه كان أول المؤيدين لدعوة المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، وسبق ان دعا اليها مؤكدا ان هذا الامر لا ينتقص من سيادة الدولة في ظل العولمة التي يعيشها العالم، لذلك انشأت الاممالمتحدة ادارة خاصة لمراقبة الانتخابات في العديد من دول العالم، وقامت شخصيات مصرية بمراقبة الانتخابات بالخارج. وعن التظاهرات والاضرابات قال انها من حقوق الانسان ولكن يجب ان تمارس بطريقة منضبطة من حيث التوقيت، والمكان ودون ان تكون سببا في إلحاق الضرر بالمصالح وتعطيل حقوق المواطنين.. وأكد د بطرس علي الحوار المجتمعي مع كافة التيارات ونبذ العنف.. واذا كانت هناك مدعاة لتعديل قانون حقوق الانسان حاليا فإنه يمكن تعديل المادة السابعة والتي تشير الي أن لرئيس الجمهورية ان يحيل الي المجلس ما يراه من موضوعات تتصل باختصاصاته لدراستها وابداء الرأي فيها ودعوته للاجتماع إذا رأي ذلك. وبعد ان استمع الشعب لآراء وبرامج كل المرشحين للرئاسة، اصبح علي كل ناخب ان يختار ما يمليه عليه ضميره ووطنيته، ولا يسقط في هاويه التعصب.. وهنا تذكرني كلمات قداسة البابا الراحل شنودة الثالث عندما قال خلال »انتخابات مجلس الشعب للاقباط، اختاروا المسلم الذي يخدم مصالحكم«.. وهذه الايام قال الانبا باخوميوس القائم بمقام البطريرك ان شعب الكنيسة علي مسافة واحدة من جميع المرشحين. والان علي الشعب ان يختار من يراه الافضل لهذا الوطن في هذه المرحلة التي تشهد الكثير من المطالب، خاصة بعد أن نجحت وتنجح فيه اجهزة الامن في ضبط مدافع مضادة للطائرات، والدبابات في أراضينا قادمة من ليبيا.. قبل الانتخابات! جملة قصيرة: في السياسة لا توجد حقائق ثابتة.. ولا ثوابت حقيقية.