انتصر اليسار في فرنسا الحق المرشح الاشتراكي »اولاند« هزيمة حاسمة بالرئيس السابق »ساركوزي« وحرمه من البقاء في رئاسة فرنسا لفترة ثانية، دفع ساركوزي ثمن أخطائه الكثيرة وسياساته اليمينية التي وضعت فرنسا في قلب الازمة الاقتصادية التي تجتاح اوربا. لم تكن المعركة سهلة. فالحزب الاشتراكي كان قد خرج من المعركة الرئاسية السابقة قبل خمس سنوات ممزقا ومنقسما، واليمين الفرنسي يعزز مواقعه واوروبا كلها تحت سطوة احزاب يمينية او اقرب الي اليمين، وفي الانتخابات الاخيرة لم يخف الكثيرون من زعماء اوروبا وفي مقدمتهم المستشارة الالمانية ميركل المتحكمة في اقوي اقتصادات اوروبا دعمهم الكامل لساركوزي ومع كل ذلك نجح اليسار، وفاز اولاند، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ فرنسا سيكون لها تأثيرها البالغ علي اوروبا، وعلي العالم بعد ان قادت السياسات الاقتصادية لليمين المتشدد الي اكبر ازمة عالمية وضعت العديد من الدول علي حافة الافلاس وزادت الفجوة بين الاغنياء والفقراء واختفت كلمة العدالة الاجتماعية علي يد رأسمالية متوحشة حمقاء. الان يعود اليسار بعد إفلاس هذه الرأسمالية المتوحشة التي قادت العالم كله الي اخطر الازمات الاقتصادية. الحركة العمالية تستعيد حيويتها. الفقراء يرفضون ان يكون حل الازمة علي حسابهم بالتقشف والبطالة والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. انتصار اليسار في فرنسا يعطي اليسار في اوروبا الامل في استعادة الحكم في كل اوروبا لو نجح في تقديم البديل.. وهو قادر علي ذلك. هل يقرأ اليسار عندنا ما يحدث حولنا.. ام انه ما زال يعيش انقساماته وهزائمه، يتحدث الي نفسه ويترك الشارع لقوي اليمين وتيارات التخلف؟ كانت انتخابات الرئاسة فرصة لاعادة الحياة لهذا التيار الاساسي في حياتنا لوحدة الصف والعودة الحقيقية للناس ومشاكلهم علي الارض. البعض فعل، لكن البعض ما زال يعاني من امراض الماضي، والبعض انتابه اليأس والاسوأ.. ان البعض وضع نفسه في خدمة اكثر التيارات رجعية وتخلفا!! ومع ذلك فالثقة كاملة في ان اليسار الوطني المصري قادم وان كل المحاولات للابقاء علي السياسات الاقتصادية والاجتماعية الموروثة من النظام البائد لن تنجح وانه لا استقرار ولا تقدم الا بنظام يقوم علي العدل الحقيقي الذي يضمن الحقوق ويحفظ كرامة الانسان وليس العدل الزائف الذي يقوم علي كرم »الباشاوات« او علي موائد الرحمن!!