چون لوك أيرو(62 عاما)رئيس وزراء فرنسا الجديد يملك صفات تجعل منه رئيس وزراء ناجحا. فهو حازم وصارم ..يملك نزعة قوية للمصالحة وظهر ذلك بنجاحه في قيادة الكتلة البرلمانية الاشتراكية في الجمعية الوطنية(البرلمان)والتوفيق بين التيارات المختلفة داخل هذه الكتلة علي مدي 15 عاما. وهو خبيرفي شئون السياسة البرلمانية ويعرف ملفاته جدا.اهتم أيرو بالسياسة منذ أن كان طالبا وانضم للحزب الاشتر اكي قبل 40 عاما وصعد السلم درجة درجة. بدأ علي يسارالحزب ثم انضم للتيارالإشتراكي الديموقراطي وهو تيار الوسط المعتدل مثل أولاند .. والإثنان لهما جذور إقليمية قوية. أنتخب عمدة لمدينة سان هيريلين.. وكان أصغر نائب في البرلمان في1986والنائب الاشتراكي الوحيد الذي أنتخب من أول جولة ..في 89 أصبح عمدة مدينة نانت لثلاث مرات ونجح في أن يجعل السياسيين والإقتصاديين في المدينة يتعاونون معا حتي شهدت المدينة نهضة اقتصادية وثقافية عالية.. يصفونه بكنيدي فرنسا وخليفة ميتران إلا أن إدانته بالحبس 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ وغرامة توازي 0054 يورو لقيامه بمنح عقدلإحدي الشركات لطبع صحيفة مجلس بلدية نانت دون ان يتبع الإجراءات القانونية و يعلن عن الوظيفة. . مما شكل عقبة لإنضمامه لحكومة ليونيل چوسبان الذي كان قد إختاره المتحدث الرسمي لحملته الإنتخابية. أيرو كان يواظب علي حضورإفطار الأحد في ماتينيون(وزارة الخارجية) مع مجموعة كبيرة من السياسيين الاشتراكيين ومنهم فرانسوا أولاند حيث توطدت العلاقة بينهما وأصبحا صديقين متفاهمين. تم رد إعتبار أيرو بعد مرور 5 سنوات كما ينص القانون وأصبح محظورا الخوض في هذا الأمر، وأعاد سكان نانت إنتخابه مرتين بعدها. كان أيرو مستشارأولاند خلال حملته الإنتخابية. كثيرون لا يعرفون أيرو والبعض يشكك في قدراته ويتهمونه بعدم الخبرة لأنه مثل أولاند لم يحتل أي منصب وزاري.ولد أيرو لأسرة كاثوليكية لأب عامل في مصنع نسيج وأم حائكة ملابس. كان يعزف علي الأورج في الكنيسة، عمل بتدريس اللغة الألمانية التي أجادها إجادة تامة . تزوج عام 1971 من بريچيت مدرسة اللغة الفرنسية وانجبا طفلين. يحب اصطحاب اسرته في سيارته »الكرافان« في العطلات .يهتم بالفنون المعاصرة ويعزف علي البيانو ويحب الرقص مع زوجته وقراءة الروايات وركوب الدراجات.أيرو محافظ كتوم، براجماتي ، تصالحي، حذر، يحب الإبتعاد عن وسائل الإعلام ،ينجح دائما في الوصول لحلول وسط بين التيارات المختلفة ،يؤمن بالحوار، صبور، هادئ ليس برجل تقوده الإنفعالات ،لديه توازن نفسي قوي، البعض يصفه بالبرود لكن الذين يعرفونه يرونه علي العكس من ذلك وهو مثل أولاند يتصف بالبساطة. قام أيرو بعدد من المهمات السرية بطلب من أولاند قبل الإنتخابات والتقي بمستشار ميركل في محاولة لبناء الجسور مع حزبها اليميني وهو بالفعل نجح في بناء تفاهم مع الأحزاب الاشتراكية في أوروپا. الرئيس الفرنسي أولاند منحه صلاحيات كاملة كرئيس للوزراء فأسلوب أولاند في الإدارة يختلف تماما عن أسلوب ساركوزي الذي ركز كل السلطات بين يديه . وكان أولاند قد اعلن أنه يريد رئيس وزراء يتفاهم معه.. أيرو وأولاند لديهما رؤية سياسية متشابهة فهما معتدلان واصلاحيان وأصدقاء منذ15 عاما. مهمة أيرو الأولي الأن الإعداد للإنتخابات التشريعية التي ستجري في 10و17 يونية ومحاولة خفض البطالة التي وصلت الي 10٪ وهويؤيد بقاء سياسة الهجرة لفرنسا. كان أيرو مستعدا لهذا المنصب إلا انه لم يشكل له هاجسا.