جمال الغيطانى بلغ مارك لينز خبير النشر العتيد، مدير دار الجامعة الامريكية للنشر سن التقاعد، أصبح مستشارا للدار، وتولي نائبه نيل هيوستون موقعة بدلا منه، في الدول التي تراعي مقاييس التقدم تبقي المؤسسة ويتغير الفرد مهما بلغت كفاءته وخبرته، تولي مارك مسئولية الدار وهي شبه مجهولة، محدودة التأثير، تنتج حوالي عشرة عناوين في العام. اذا حققت ربحا فلا يتجاوز الخمسمائة جنيه سنويا بدأ اسم الدار يعرف عندما نصح الدكتور احمد حسين الصاوي رحمه الله المسئولين عنها بترجمة اعمال نجيب محفوظ، وبالفعل عملوا بالنصيحة، وبدأ العالم ينتبه الي الأديب العبقري. في نفس الوقت كانت دار سندباد للنشر في باريس قد بدأت تنشر اعمال محفوظ. في البداية كانت الترجمات تصدر بأغلفة متواضعة، وطباعة لا تلفت النظر، في منتصف الثمانينات تولي مارك لينز مسئولية الدار. إنه أمريكي من اصل ألماني، شخص هادئ جدا، يتحدث بالهمس، كلماته قليلة غير ان خبرته وأفكاره بدأت تتحول الي مشروع ضخم للنشر اصبح الآن من كبريات دور النشر العالمية. والدراسات التي تتناول العالم العربي عامة ومصر خاصة، وترجمة الأدب العربي من محفوظ والرواد الكبار الي الاجيال الجديدة، ما من كتاب مهم صدر عن مصر في العالم إلا وسعي الي إعادة طبعه في قسم النشر، ويكفي الموسوعة الخاصة بتاريخ مصر الفرعوني لجامعة أوكسفورد. وبدأ يطبع في أهم بلدان العالم من الصين شرقا الي ايطاليا وألمانيا غربا، اما نجيب محفوظ فقد ترجمت اعماله حتي الآن الي أربعين لغة من خلال قسم النشر، اصبح مارك وجها مألوفا وخبيرا محترما في كل معارض العالم، ولكن اتمني ان تقيم لجنة النشر بالمجلس الاعلي للثقافة حفلا لتكريمه وتكون مناسبة ليشرح لنا، كيف حقق تلك الطفرة التي ترقي الي مستوي المعجزات حقيقة، لقد خدم التراث المصري والعربي بإخلاص وحرفية عالية، شكرا.. مارك لينز.