من الطبيعي أن نطالب بحقن دماء المصريين سواء كانوا متظاهرين أو جنودا ولكن لا يتساوي من يحمل الطوب مع من يحمل السلاح. ولا يوجد عاقل يوافق علي اقتحام أي وزارة فما بالك بوزارة الدفاع التي ترمز لهيبة الجيش التي يجب أن تظل مصانة ،ولا أحد يجادل في حق التظاهر السلمي الذي لا يقطع طريقا ولا يستخدم العنف ولكن حتي لو تجاوز المتظاهرون حدود السلمية فإن هذا لايعني أن يقتلوا أو يجرحوا أو تتحول الشوارع الي معارك كر وفر لا توصف إلا بالجنون ! هؤلاء الغاضبون المندفعون في تيار استدرجهم إليه من لا يريد الاستقرار لمصر لماذا اختاروا العباسية موطن جماعة اسفين يا ريس؟ ولماذا ينقل أولاد أبو اسماعيل اعتصامهم من أمام اللجنة الرئاسية ليعتصموا بالقرب من وزارة الدفاع ويغلقوا شارع الخليفة المأمون ويتسببوا في توقف الدراسة بجامعة عين شمس وأقاموا خيامهم في الشارع وصلوا جماعة في الشارع وكأنهم يرفعون دعاءهم ضد العسكر، لقد دفع أبو اسماعيل أنصاره للتصادم مع الشرطة العسكرية وتركهم يواجهون الموت وهو آمن في بيته وتنصل من مسئوليته عما حدث لهم تماما كما سبق وأنكر جنسية والدته الامريكية وهدد وتوعد بما لا تحمد عقباه إذا منعه القانون من الترشح للرئاسة، دفع أبو اسماعيل أنصاره لأتون معركة معروف نتائجها مقدما وتم استدراج بعض الثوار وبعض السلفيين وركب الموجة أعضاء تنظيمات مشبوهة وبعض الملثمين وأصحاب الرايات السوداء،وكان البطل الدائم لكل مواقع ضرب المتظاهرين وايذائهم هم البلطجية بالطبع الذين يحسمون كل صراع بالقوة الغاشمة ، كان يمكن احتواء الأزمة وتفريغ الميدان وفرض حظر التجول منذ بداية الاعتصام عندما بدأت المصادمات قبل أن تصل الأحداث لذروتها يوم الجمعة الماضي بعد التحذير الذي وجهه اعضاء المجلس العسكري للمتظاهرين بأن الجيش سوف يحمي عرينه، ملوحا باستخدام القوة ثم استخدمها بالفعل في اخلاء شارع الخليفة المأمون من المتظاهرين وتم استخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع وتطاير الرصاص الطائش فقتل بعض المتظاهرين ،وبدلا من مقارعة الحجة بالحجة تمت مقارعة التظاهر بالعصا الغليظة أو الغاشمة بدليل ارتفاع أعداد المصابين. والغريب رفض بعض المستشفيات علاج المصابين مثل مستشفيات عين شمس التخصصي والحسين الجامعي والدمرداش ضاربين عرض الحائط برسالتهم الانسانية أما مستشفي دار الشفاء الذي استقبل المصابين فقد اقتحمه البلطجية بأسلحتهم بحثا عن المصابين وضربهم وتحطيم ما تطاله ايديهم من محتويات المستشفي وارهاب اطبائه في ظل حراسة هزيلة لا تصمد أمام تلك الهجمات المحترفة، وكان العديد من مديري المستشفيات قد ناشدوا وزارة الداخلية بحراستها فقد أصبحت مستباحة في ظل الفوضي التي شجعت علي اقتحام المستشفيات بالقوة. قررت (ريم )ابنتي الصغري انشاء جروب علي الفيس بوك باسم (عايزين نتخرج) احتجاجا علي إغلاق جامعة عين شمس وتعطيل الدراسة قبل اسابيع من الامتحانات وكم شعر طلاب الجامعة بالحزن لمشاهد الدمار التي لحقت بالجامعة لقربها من محيط وزارة الدفاع خلال أحداث موقعة العباسية وتمني الطلاب لو عادوا لتنظيف جامعتهم وطلائها ليعود لها رونقها، ولكن هيبتها كجامعة كيف تعود وقد تكسرت أبوابها واعتلي البعض أسوارها وأعمدتها الفرعونية ليلقوا من فوقها بالحجارة ؟ كثير من المعاني والقيم انتهكت بسبب الانفلات الأمني وعدم معالجة الأزمات قبل تفاقمها.