رجاء النمر جلس عدد من أصحاب السوابق والمسجلين الخطر في قاعدة تشبه قادة الحروب (غير الشريفة) ممن يريدون الانقضاض علي حق ليس من حقهم، أو الاستيلاء علي أرض ليست ارضهم. وجه رئيس الجلسة صاحب (كام غرزة في كل أنحاء وجهه) الكلام إلي أحد صبيانه والذي يجلس علي يمينه، وسأله عن أعداد مجموعته التي ستتولي عملية تعبئة الملوتوف وقذفه.. رد صاحب أكبر عدد من العمليات والغرز في يديه.. ان كل شيء جاهز.. البنزين والزجاجات والمسامير والافراد.. فاستراح رئيس الجلسة في قاعدته.. باغته الجالس في آخر الترابيزة ووجهه مملوء بآثار حرائق ليست ببعيدة.. لمن سنوجه الزجاجات الحارقة هذه المرة؟ علي المنازل.. أم الأشخاص إياهم؟ أم اصحاب الذقون؟ أم علي الشرطة؟ أم علي الجيش؟ أم علي الشباب؟ أم الحاملين الكاميرات؟ رد رئيس الجلسة بصوت قوي هز المكان والترابيزة بل وأصحاب السوابق، قال: إنت مش عارف المرة دي إنت بتهاجم مين؟ هذه المرة نحن مع الشيخ فلان وفلان.. والاستاذ كذا وفلان بيك وعدد له اسماء يعرفونها جيداً، فقد »كافحوا« معهم من قبل من أجل مقعد هنا أو منصب هناك. هذه المرة سنقذف كل ما هو رسمي.. صاحب أي بدلة عسكرية، أو شخص من غير ذقن، أو ضابط شرطة، أو مجند.. الصحفيين والمصورين اذا وجهوا لكم كاميراتهم.. المهم ألا تتركوهم الا والدماء قد غطت الشارع. ثم وجه رئيس الجلسة الكلام لآخر يجلس علي يساره.. وأنت كم عدد مجموعة السنج والمطاوي والعصا (المملوءة بالمسامير).. فطمأنه صاحبه علي الأعداد، مضيفاً أن معظمهم من شاركوا في الاحداث السابقة (ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود بل وقاموا بحرق المجمع العلمي). ابتسم رئيس الجلسة وقال..كده آخر جمال. وفجأة غير نبرة صوته وتهجم وجهه، ووجه السؤال لآخر يرتدي جلابية ويلف عنقة بكوفية.. سأله عايز أعرف أنواع الاسلحة وأعدادها؟.. رد أبو جلابية بلهجة ريفية وأعطاه تقريرا كاملا عن الاسلحة سواء خرطوش أو آلي.. وأيضاً عن الذخيرة الحية.. سأله رئيس الجلسة بحدة.. كام من هذه الاسلحة ميري (أي مسروقة من اقسام الشرطة أو مقلدة في مصانع انشئت خصيصا لهذا الغرض.. وفي إجابة سريعة طمأنه أن 09٪ من الاسلحة (ميري). وفي سؤال وجهه رئيس الجلسة إلي رجل (عضلات) تحسبه رجلين ملتصقين، قال: عندك عيال شُداد علشان يقلعوا الأرصفة وأسفلت الشارع والأسلاك الشائكة والحديد من الأرض؟ رد العضلات بصوت يشبه رجلين ايضاً: عندي كتير.. أكثر من ارصفة الشوارع وطوب الارض. وقبل انتهاء الجلسة أخرج رئيسها أكياسا بلاستيكية سوداء مليئة بعشرات الجنيهات ووزع حسب كشف لديه.. ثم قال.. الباقي بعد الانتهاء من العملية، وزي ما أنتم عارفين كل واحد له تسعيرة.. وكل عملية ح نقدرها. مجلس السوء هذا يجتمع دائماً قبل كل حدث (مصيبة).. أما المخططون والمحرضون فلهم جلسة أخري اسمها (جلسة شيطانية). كل المصريين يرفعون أيديهم إلي الله ويدعون حسبنا الله ونعم الوكيل، أما المسئولون فلا يكتفون برفع اليد والدعاء بل عليهم العمل علي حرق كل جلسة قبل ان تكتمل.. هذا هو المطلوب.