رجاء النمر كل حاجة في مصر قلبت الي سياسة من أول صباح الخير التي يقولها الزوج لزوجته أو الأولاد للأم أو الأب حتي الانتخابات الرئاسية. ولأن السياسة دخلت في عروقنا وأصبحنا مدمنين كلاما في السياسة (كلام فقط) فإن سياسة الأمهات أو الآباء الحاضنات هي السياسة الوحيدة التي تحمل كلاما وفعلا. والحاضن سواء رجلا أو إمرأة هو المطلق، وبحكم القانون فإن ابنه او ابنته في حضانته. والحضانة هنا (لدي الحاضن) لها معني واحد لا يحيد عنه.. إنه أصبح المالك الوحيد والأبدي لهذا الطفل أو الطفلة.. وبناء علي ذلك فإن هناك سياسة لابد من اتباعها حتي لا يحصل أحد غيره علي هذا الحق المطلق (الحضانة) سواه. والسياسة تبدأ دائماً بأن بابا وحش، تركنا وسافر أو اتجوز أو مش عايز يعيش معانا.. ثم تتدرج السياسة إلي العم أو العمة أو الخال أو الخالة علي أساس ان الحاضن يمكن أن يكون الأب. أما السياسة التي لابد أن تستمر يومياً مع كوب الماء هي أن تيته وجدو زي بابا (أو ماما) بالضبط.. مش بيحبونا ثم تتطور إلي أن بابا (أو ماما) عايز يخطفك بعيد عني.. وتهتم سياسة الحاضن أو الحاضنة دائماً بالهدايا والشوكولاته وكل الألعاب التي يتمناها الطفل.. وطبعاً بابا لا يدفع لنا ولا مليم.. وماما وجدو وتيته (سواء للأب أو للأم، هم الذين يحضرون للطفل كل شيئ). أما سياسة حق الرؤية فهي السياسة الكريهة بالنسبة للحاضن أو الحاضنة.. فلابد أن يذهب الطفل متأخرا عن موعده، مصحوبا بكم لا يتحمله جهاز كمبيوتر (23 جيجا) من التعليمات المشفوعة بالكراهية.. أضف لذلك أن من له حق الرؤية لا يستطيع الانفراد بطفله لأنه مراقب طوال الساعات الثلاث المسموحة. تساؤل سياسي أطرحه من قبيل التعذيب الذي يلاقيه من له حق الرؤية.. بعد إحتراق الحزب الوطني والاستيلاء علي كل المقار.. وتدمير ثلاثة أرباع أقسام الشرطة.. أين يري الأب أو الأم طفله؟ وأين يلاعبه ويتحدث معه أو يشتري له لعبة أو تي شيرت مرسوم عليه لعبة كرتونية؟ أين يحتضنه حتي ينام من تعب اللعب والجري؟ وهل ستستمر حالة العذاب لمن له حق الرؤية حتي يبلغ الطفل 51 عاماً، ثم يخيرونه فيختار الحاضن أو الحاضنة (وهذا أمر منطقي، خاصة بعد رحلة الحب بين الطفل والحاضن، وقصد الكراهية مع الطرف الآخر).. وتبقي رحلة عذاب من لهم حق الرؤية مستمرة. إليهم جميعاً: الآباء والأمهات.. الجدات والجدود.. العمات والخالات.. والأعمام والخلان: هذه السياسة التي تتبعونها لاستقطاب طفل ستدمره قبل أن تدمر أمه أو أباه.. ايضاً لن أطالب بقانون جديد يمنح ايهما وقتا أطول أو مكاناً آخر للرؤية، لكن أطالبكم أنتم بقانون يمس ضمائركم الإنسانية.. اختلفوا ما شاء لكم.. لكن يجب أن تحافظوا علي الصحة النفسية لاولادكم.. ولا تلعبوا بأطفالكم فتحرقوهم. من يتبع هذه السياسة لا يحب طفله أبداً.. إنه أناني يحمل لقب أم أو أب بل ويستحق العقاب أيضا.