جلال عارف شباب الثورة وكل القوي الفاعلة علي الساحة السياسية رفضوا أن يشاركوا في هذا التحرك المشبوه، ومع هذا أصر بعض من تبقي من أنصار الأخ حازم أبوإسماعيل بعد فشل مليونية الجمعة الماضية علي الذهاب إلي مقر وزارة الدفاع والاعتصام بالقرب منه، ومعهم بعض الشباب المخدوع، وهم يعرفون جيدا أنهم يلعبون بالنار، ويعرضون مصالح الوطن للخطر. لم تكن وزارة الدفاع ولا المجلس الأعلي للقوات المسلحة طرفاً في القضية، ولم يقم أي من الطرفين بإكراه السيدة والدة حازم أبوإسماعيل رحمها الله علي أخذ الجنسية الأمريكية. هي التي طلبتها، وهي التي كافحت من أجلها، وهي التي سعدت بالحصول عليها، وهي التي أقسمت يمين الولاء للعلم الأمريكي. وتركت لابنها وأنصاره الرايات السوداء يرفعونها وكأنهم يتبرأون من علم مصر!! ولم تكن وزارة الدفاع ولا المجلس الأعلي للقوات المسلحة من قال إن التصويت ب»نعم«، في الاستفتاء هو الطريق للجنة، وأن من تجرأ مثلنا وقال »لا« هو من الكافرين!.. الأخ أبوإسماعيل وأنصاره وحلفاؤه هم الذين قاموا بذلك، وهم الذين أقاموا الافراح والليالي الملاح لنتيجة الاستفتاء، ثم للاعلان الدستوري الذي اعتبروه نصرا للإسلام، وطريقا للهيمنة علي مقدرات البلاد. ثم.. للذكري والتاريخ نسأل: من الذي رفض أي حديث عن تعديل الاعلان الدستوري، ومن الذي هدد بالحرب الأهلية إذا تمت الاستجابة لما طالبنا به من انجاز الدستور قبل انتخاب البرلمان والرئيس؟ ومن الذي اعتبر ذلك محاولة للالتفاف علي إرادة الأمة؟ ومن الذي أيد كل ما جاء في الاعلان الدستوري بما فيه المادة 28 التي اعتبروها ضمانة للاستقرار وتحصينا لنصر كانوا يتوهمون أنه في أيديهم؟! الآن تتغير المواقف، ويطالبون بتعديل المادة 28، ويرهبون قضاة مصر حتي لا يحتكموا لضمائرهم، ويحاصروا المحاكم ويهددوا ببحور من الدماء، لآن القانون استبعد هذا المرشح أو ذاك، ويتذكرون الميادين التي هجروها، وعندما تهجرهم الميادين يحاولون افتعال معركة بالاعتصام أمام وزارة الدفاع، ويحاولون جر قوي الثورة لصدام مع القوات المسلحة في وقت تبدو فيه التحديات كبيرة، ويحتاج الأمر إلي توافق حقيقي حتي لا نجد أنفسنا جميعا في مواجهة الفراغ الخطير إذا وصلنا لوضع ليس فيه دستور، ولا رئيس، ولا برلمان! اللعبة مكشوفة ومشبوهة، والصدام مرفوض، والصبر له آخر، والذين يحاولون ابتزاز مشاعر الناس لن يجدوا إلا الاحتقار.. والحساب العسير!!