عندما يأتي الصباح

العقد الاجتماعي .. وحوار القمح (2)

تبني مركز العقد الاجتماعي في مصر المقولة الجريئة التي لاتعرف المواربة عند الحديث عن أزمة مصر في القمح والتي تؤكد أنه بالنسبة للأمر الذي يتعلق بغذاء الشعب فإنه لا يمكن ترك الأمر تحت رحمة الأزمات الخارجية أو معايير السوق في الداخل لأن هذا يمثل انتهاكا صريحا لمحور أساسي للعقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين لضمان حق إنساني أساسي هو الحق في الغذاء ..ونتابع هنا في المقال الثاني باقي السياسات والبرامج التي اقترحها المركز علي لسان مديرته د.سحر الطويلة لإيجاد الحلول لتخطي الأزمة السياسية الزراعية ..
أما البرنامج الأول المقترح فهو تطوير نظم الري في الزراعة المصرية لتوفير 4.684 مليار متر مكعب مياه ومنها.. اتباع نظام الري بالتنقيط بدلا من الغمر في حدائق الفاكهة بالأراضي القديمة وتتكلف 2.6 مليار جنيه يمكن تمويلها من قرض من البنك الدولي وتسدد والعائد منه يوفر 2.124 مليار متر مكعب مياه.. تنفيذ برنامج توعية المزارعين بمشكلة مياه الري وتوفير إرشاد مائي لهم بكميات المياه التي تحتاجها المحاصيل المختلفة ويتكلف تنفيذه 500 مليون جنيه لتدريب كوادر التوعية والعائد منه توفير 1.4 مليار متر مكعب مياه.. وقف زراعة المحاصيل عالية استهلاك المياه في الأراضي الجديدة ويتكلف تنفيذه من صناديق التنمية 3.1 مليار جنيه والعائد منه توفير 1.16 مليار متر مكعب.
أما البرنامج الثاني المقترح فتنفيذ قانون تحديد مساحة الأرز ب 1.2 مليون فدان سنويا وهو مايحقق الأمن الغذائي واحتياجات التصدير التي يستفاد من عائدها في استيراد سلع غذائية أخري، وهو مايحتاج لتحفيز المزارعين علي التنفيذ بتقديم بعض الخدمات الزراعية مثل التقاوي الجيدة وتسوية الأرض بالليزر والنظر في تقديم دعم نقدي مباشر لمنتجي المحاصيل الاستراتيجية تعويضا لهم عن زراعة محاصيل أخري أكثر ربحية .. أما العائد من التنفيذ فهو توفير 1.2مليار متر مكعب مياه وتحويل مساحة الأرز المتوافرة (004 ألف فدان علي الأقل) لإنتاج الذرة الشامية الصيفية الأمر الذي يحقق 1.2 مليون طن في السنة .
وعن البرنامج الثالث فهو يلفت إلي أنه بالرغم من استنباط أصناف عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض في المحاصيل الرئيسية فإن كمية التقاوي عالية الإنتاج لاتكفي زراعة كل مساحة المحاصيل ففي القمح لكمية التقاوي عالية الإنتاج لاتكفي 65٪ من المساحة وفي الذرة 74٪وفي الفول 52٪ وفي الأرز77٪ وفول الصويا 38٪ كما أن ارتفاع أسعار التقاوي في السوق المحلي يجعل المزارعين يستخدمون التقاوي منخفضة الإنتاج ، لذا فإن التوسع في إنتاج كمية التقاوي عالية الإنتاج في محاصيل الحبوب والبقول والزيوت النباتية سيتكلف 60 مليون جنيه تتحملها الحكومة، أما العائد منها فهو زيادة إنتاج المحاصيل الرئيسية في القمح 600 ألف طن والذرة 300 ألف طن والأرز 220 ألف طن والفول البلدي60 ألف طن وفول الصويا 3 الآف طن. وسأتابع استكمال البرامج لكل من يهمه الامر!
مسك الكلام :
الإنفاق علي الجهاد في سبيل الغذاء القومي.. أهم ملايين المرات من الإنفاق علي الجهاد في سبيل جماعات الدراما التليفزيونية للترفيه عن المواطن الأعزل من الغذاء!