«رحيل المدفعجي».. وفاة محمد صبري لاعب الزمالك السابق تهز قلوب الجماهير    ترامب: سنجري اختبارات على أسلحة نووية مثل دول أخرى    ترامب: أشعر بالحزن لرؤية ما حدث في أوروبا بسبب الهجرة    فلسطين.. جيش الاحتلال يعتقل 3 فلسطينيين من مخيم عسكر القديم    العنف المدرسى    أحمد سعد يتعرض لحادث سير ويخضع لفحوصات عاجلة بالمستشفى    انفراد ل«آخرساعة» من قلب وادي السيليكون بأمريكا.. قناع ذكي يتحكم في أحلامك!    مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة حلوان حول دور الرياضة في تعزيز الأمن القومي المصري    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    عضو جمهوري: الإغلاق الحكومي يُعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة    قتلى ومصابون باقتحام حافلة لمحطة ركاب في إستكهولم بالسويد (فيديو)    تفاصيل مشروعات السكنية والخدمية بحدائق أكتوبر    التفاصيل الكاملة لحادث أحمد سعد على طريق العين السخنة    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    7 قتلى و27 مصابا في انفجار بمركز شرطة بالهند    مناوشات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    طقس غير مستقر وشبورة كثيفة.. الأرصاد تكشف توقعات السبت 15 نوفمبر 2025    استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات السبت 15 نوفمبر 2025    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    أموال المصريين غنيمة للعسكر .. غرق مطروح بالأمطار الموسمية يفضح إهدار 2.4 مليار جنيه في كورنيش 2 كم!    مستشار الرئيس الفلسطيني: الطريق نحو السلام الحقيقي يمر عبر إقامة الدولة الفلسطينية    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    عمرو عرفة يحتفل بزفاف ابنته بحضور ليلى علوي ومحمد ورامي إمام وحفيد الزعيم    "رقم واحد يا أنصاص" تضع محمد رمضان في ورطة.. تفاصيل    نانسي عجرم: شائعات الطلاق لا تتوقف منذ زواجي.. ولا أقبل أن أعيش غير سعيدة    هولندا تضع قدما في المونديال بالتعادل مع بولندا    فرنسا: 5 منصات تجارية تبيع منتجات غير مشروعة    سفير السودان بالاتحاد الأوروبي يشيد بالدور المصري ويشدد على وحدة السودان واستقراره    شتيجن يطرق باب الرحيل.. ضغوط ألمانية تدفع حارس برشلونة نحو الرحيل في يناير    صدمة في ريال مدريد.. فلورنتينو بيريز يتجه للتنحي    إلى موقعة الحسم.. ألمانيا تهزم لوكسمبورج قبل مواجهة سلوفاكيا على بطاقة التأهل    سيارة طائشة تدهس 3 طلاب أعلى طريق المقطم    عصام صفي الدين: السلوكيات السلبية بالمتاحف نتاج عقود من غياب التربية المتحفية    إبراهيم صلاح ل في الجول: أفضل اللعب أمام الأهلي عن الزمالك.. ونريد الوصول بعيدا في كأس مصر    مصر تبيع أذون خزانة محلية ب99 مليار جنيه في عطاء الخميس.. أعلى من المستهدف بنحو 24%    اليوم.. انقطاع الكهرباء عن 31 قرية وتوابعها بكفر الشيخ لصيانة 19 مغذيا    رئيس قناة السويس: تحسن ملحوظ في حركة الملاحة بالقناة    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    إخماد حريق في مخبز وسوبر ماركت بالسويس    اليوم.. أولى جلسات استئناف المتهمين في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    قائد الجيش الثالث: الدور التنموي يكمن في توفير البيئة الآمنة لتنفيذ المشروعات القومية    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    رئيس الطب الوقائى: نوفر جميع التطعيمات حتى للاجئين فى منافذ الدخول لمصر    آخر تطورات الحالة الصحية لطبيب قنا المصاب بطلق ناري طائش    الباز: العزوف تحت شعار "القايمة واحدة" عوار يتحمله الجميع    تربية عين شمس تحتفي بالطلاب الوافدين    «الصحة» تنظم جلسة حول تمكين الشباب في صحة المجتمع    انطلاق برنامج دولة التلاوة عبر الفضائيات بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة في تمام التاسعة    أذكار المساء: حصن يومي يحفظ القلب ويطمئن الروح    الائتلاف المصري لحقوق الإنسان: صعود المستقلين وتراجع المرأة في المرحلة الأولى لانتخابات النواب    تكافؤ الفرص بالشرقية تنفذ 9 ندوات توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة    مؤتمر السكان والتنمية.. «الصحة» تناقش النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي    صندوق "قادرون باختلاف" يشارك في مؤتمر السياحة الميسرة للأشخاص ذوي الإعاقة    الثلاثاء.. إعلان نتائج المرحلة الأولى وبدء الدعاية الامنخابية لجولة الإعادة    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. لطفي الشربيني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأسكندرية :
لابد من إضافة شرط اللياقة النفسية لقبول أوراق أي مرشح للرئاسة
نشر في الأخبار يوم 25 - 04 - 2012


د. لطفى الشربىنى أثناء حواره مع »الأخبار«
معظم المرشحين لمنصب الرئيس لم يتدرجوا في المناصب القيادية
د. لطفي الشربيني أستشاري الطب النفسي بجامعة الأسكندرية يري أن الزعماء والرؤساء أنواع منهم من ينهض بوطنه ويرفعه إلي عنان السماء مما يجعل شعبه يرفعه علي الأعناق ويضعه في قلبه مدي الحياة بل يزداد الولع به بعد مماته ومن هذه النماذج سعد زغلول الذي نجح في تفجير الأحاسيس الوطنية في فترة من أصعب فترات مصر.. ومحمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر حمل رأسه علي يديه ليقود ويتصدر تنظيم الضباط الأحرار صباح 23 يوليو 52 والذي ظلم حيا وميتا ألا أن التاريخ أنصفه وبدأت الأجيال تعرف أنه أول رئيس لمصر.. وجمال عبد عبد الناصرالزعيم الذي سيظل في وجدان الشعب العربي بصفته زعيم ثورة ومفجر ثورات وقائد أمة.. وأنور السادات أبرز شخصية سياسية أنجبتها مصر في القرن العشرين إلا أن الرئيس المخلوع لم يكن لديه أي مقومات القائد أو الزعيم أو أي صفات أو سمات شخصية متميزة يمكن أن تصنع منه قائدا.. وتصرف في الفترة الأولي كرجل دولة ولكن بعد ذلك أصابه مايطلق عليه في الطب النفسي " متلازمة الغطرسة والغرور".. نتيجة ألتفاف أفراد أسرته من الزوجة والأبناء وأصحاب المصالح حوله ففقد وأفقد شعبه كل شيء.
التقينا بالدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية العالمية للطب النفسي والحائز علي جائزة الدولة مرتين متتاليتين عامي 1996 و2002.. ومؤخرا جائزة الطب النفسي العربي 2011 وعضو الجمعية الأوربية والأمريكية وأكاديمية العلوم.. وصاحب 42 مؤلفا وكتاب منشور في مجالات علم النفس والطب النفسي.. لمعرفة نتيجة التغيرات المتعددة التي ظهرت علي المواطن المصري بعد ثورة 25 يناير وخاصة من الناحية النفسية.. حيث مخزون اليأس والأحباط وتدني الروح المعنوية العامة قد بلغ مداه نتيجة الحالة الضبابية التي تسود المشهد حاليا.. نتيجة للفشل في إدارة المرحلة الأنتقالية والقرارات المتناقضة بعد أن كانت الروح المعنوية للمصريين قد أرتفعت كثيرا خلال الثورة وفي الفترة التي تلاتها.
ما أسباب التغيرات التي أحدثت ثورة 25 يناير ؟
شهدت البلاد الكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي أدت إلي ظهور السلبيات وحالة عامة من الإحباط الفردي والجماعي.. ترتب عليها شعور اللامبالاة وعدم الإنتماء لدي قطاعات متعددة في المجتمع وخصوصاً الشباب الذي غاب عن المشاركة بأي دور فاعل علي مدي سنوات.. كما أن الرئيس المخلوع تعامل مع الأزمة بشكل منتقد فالشعب قد لمس في تعامله سوء إحترام له لذا لم يجد الشعب بدا إلا خلعه.. ولا شك أن النظام الديكتاتوري الذي تعامل به مع الموقف قبل وأثناء الثورة بالكثير من التخبط والحمق في إدارة الأزمة وتفهم موقف الثوار ومتطلباتهم المشروعة وذلك بسبب طول البقاء في السلطة والعجز عن فهم إحتياجات الجماهير وعدم المبالاة بجموع الشعب والاعتماد علي القبضة الحديدية والقمع كوسيلة للبقاء في السلطة وهذا درس لأي نظام آخر في التعامل مع مثل هذا الوضع.
زلزال الثورة

ماذا غيرت الثورة في الشعب المصري ؟
كان للثورة أثر واضح بما يشبه الزلزال الذي هز مشاعر المجتمع بما فيه الكتلة الحرجة التي غابت عن المشاركة في الشأن العام علي مدي عقود سابقة.. وكان عنصر المفاجأة في قيادة الثورة بواسطة قطاع من الشباب لم تكن له سابقة في الحياة السياسية وتمكن من قيادة الجماهير من كل القطاعات فكانت عنصر النجاح لهذه الثورة .. وقد غيرت هذه الثورة المفاهيم السائدة
كيف نستقر نفسيا بعد الثورة وماسر هذا التشاؤم ؟
يأتي الإستقرار بمرور الوقت وتتزايد المشاعر الإيجابية نتيجة للمكاسب النفسية والمعنوية التي حققتها الثورة والأمل التي بعثته بعد أن حركت المياه الراكدة .. وإن أي تغيير في نمط الحياة يتضمن بعض الصعوبات والهزات علي المستوي الفردي والجماعي ولكن التغيير سمة حضارية ويؤدي دائماً إلي التقدم.
مصدر للألهام

هل الثورة قامت من أجل الأبداع أم الهدم؟
نعم فالثورة دائماً تتضمن الإلهام لتفجر طاقات كثيرة لم تكن تظهر من قبل والمثال علي ذلك الإرادة الصلبة.. العزيمة القوية والتفكير الإيجابي للشباب في كل مراحل الثورة منذ بدايتها وحتي تحققت أهدافها تباعاً. وبالتأكيد فإن الكثير من الضغوط النفسية التي تؤدي إلي المشكلات السلوكية والإجتماعية والنفسية تكون بسبب الفساد في النظام الحاكم ويمكن تصحيح هذا الوضع حين يتوفر عنصر الإدراك للإحتياجات المعيشية والمعنوية للمواطن وتوفير مناخ من الأمن والإستقرار والحرية.
ما السبيل لتعديل الأنظمة الدكتاتورية ؟
بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية للحكام علي المستوي المحلي في مصر أو بالدول العربية كتونس وليبيا واليمن والتي كانت تستخدم سياسة القمع المعروفة والأسلحة المختلفة والأستعانة بفئات معينة يطلق عليها في مصر "البلطجية" وفي دول آخري "البلاطجة" وأحيانا "الشبيحة".

ثقافة البلطجة

هل يوجد فرق بين المنحرف والبلطجي؟
نعم يوجد فرق بينهما فالمنحرفون الذين يعرفون بالبلطجية يختلفون تماماً عن المرضي النفسيين رغم أنهم حالات من أضطراب الشخصية المضادة للمجتمع .. كما أنهم يختلفون عن مرتكبي الجرائم بدافع محدد في ظروف معينة ولا يعتبرون من المتخلفين عقلياً بل هم حالات غير سوية تتطلب أسلوباً آخر للمواجهة .. أيضا للظاهرة جوانب أخري حيث يشجع علي تفاقمها عدم توقع العقاب الرادع والعدالة البطيئة وعدم وجود أرتباط مباشر بين أرتكاب المخالفة القانونية وتطبيق العقاب المناسب والتأخر في مواجهة الحوادث.
كيف يتم علا ج تلك المشكلة ؟
الطبع الوقاية هنا أهم من العلاج والتي تبدأ بالاهتمام بالتنشئة لأن الأنحراف الذي يصيب الشخصية يبدأ مبكراً وإذا حدث فإن علاجه لا يكون ممكناً.. وفي بعض البلدان يتم وضع هؤلاء المنحرفين بعد تشخيص حالتهم وقبل أن تتعدد الجرائم التي يقومون بأرتكابها في أماكن تشبه المعتقلات من حيث النظام الصارم وبها علاج مثل المستشفيات ويتم تأهيلهم عن طريق تكليفهم ببعض الأعمال الجماعية والأنشطة التي تفرغ طاقة العنف لديهم.. ويجب علي كل الجهات التربوية والأمنية والدينية ومؤسسات الرعاية النفسية والأجتماعية والإعلام والجهات الأخري أن تنسق جهودها وتتعاون معاً لمواجهة مثل هذه الظواهر التي تهم كل قطاعات المجتمع وترتبط بالحياة النفسية والاجتماعية للناس في كل مناسبة وكل موقع .. بالأضافة للقائمين علي الأمور في البلاد التي تعيش الثورات أوالتي تنتظرها بعدم اللجوء الي الاساليب الرخيصة كالبلطجة كأداة للتعامل مع الخصوم لخطورة ذلك علي الأمن والسلام النفسي وآثاره الوخيمة الحالية واللاحقة علي المجتمع اذا تم السماح بانتشار ثقافة " البلطجة".
هل سيتم توقيع الكشف الطبي علي المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ؟ خاصة بعد أن رفع أحد المحامين دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الأداري يطالب فيها بوضع شرط اللياقة الصحية والذهنية علي المرشحين طبقا للمادة 20 بقانون 47 لسنة 78؟
من المفروض أن أي مواطن يتقدم لشغل وظيفة ذهنية أو بدنية أو قيادية يجب أن يخضع للأختبارات التي توضح مستوي هذه اللياقة ومدي قدرته علي القيام بمهام وواجبات الوظيفة والمهنة التي سوف يشغلها .. وذلك علي أعتبار أن رئيس الدولة موظفا مدنيا فكان لابد من أضافة شرط اللياقة الصحية والذهنية فيمن يتقدم للترشيح طبقا للقانون رقم 12 لستة 2012 والمعدل لقانون 174 لسنة 2005.. وذلك تطبيقا للقاعدة العامة المنصوص عليها في قانون العاملين المدنيين بالدولة والتي تنص في المادة 16 منه علي هذا الشرط .. ومن وجهة النظر النفسية فقد تم وضع الكثير من المعايير لتحديد مدي اللياقة الذهنية والحالة النفسية والثبات الأنفعالي قبل الدخول في المنافسة علي شغل المنصب.. حتي يستطيع القيام بمهام الوظيفة التي تتطلب المرونة في أتخاذ القرارات وكيفية التعامل مع الأزمات.
هل يقبل المرشحون لمنصب الرئاسة إجراء الفحوص النفسية ؟
يجب أن يكون الفحص العقلي والذهني لأي شخص ينوي الترشح لأي منصب قيادي أن ينظر إلي تلك الأجراءات علي أنها شيء روتيني وجزء من مؤهلات ترشيح أي شخص لهذه المناصب الرفيعة وليس انقاصا من مكانته .. فمن نتائج هذا الأختبار يمكن المفاضلة بين هؤلاء كما يجب أن يكون لدينا وعي وثقافة اجتماعية للمرحلة القادمة لأننا مازلنا نفتقد الخبرة والتدريب في كل شيء .

الدكتاتور
هل الحاكم يصاب باضطرابات نفسية تجعله دكتاتورا ؟
نعم يصاب ببعض الاضطرابات الشخصية "جنون العظمة والأضطهاد" وهو مايعرف ب (بارانويا) وهو شعور مبالغ فيه بالعظمة وتضخم الذات كما يشعربالأضطهاد نحو المحيطين به لتفكيره في أنهم أقل منه شأنا ويتربصون به للنيل من المنصب الذي يشغله .. كما تميل هذه الشخصية للشك الدائم في نوايا الأخرين وتصديق المديح والنفاق والضيق بالنقد وعدم تحمله.. وبالنسبة للشخصية المصرية عموما من خلال التاريخ فأننا نلاحظ حالة "الفرعنة " للحكام نتيجة ألتفاف مجموعة من أصحاب المصالح والمنتفعين والذين يمارسون قدرا كبيرا من النفاق للاستفادة بموقعهم حول الحاكم .. مما يزيد لدي الحاكم الشعور بتضخم الذات والعظمة حتي يصدق أنه شخص ملهم يتمتع بقدرات استثنائية أفضل من جميع الأخرين ويدفع ذلك للتمسك بالمنصب ويعيش دور الكتاتور أو الحاكم الأوحد وذلك نتيجة لافتقاد الاتزان النفسي.
ما العلامات التي تظهر عليه قبل الوصول لهذه الحالة ؟
كان هناك نوع من التدهور في الأداء العقلي والذهني للرئيس المخلوع في الفترة الأخيرة لتوليه الحكم.. تمثلت في عزوفه عن أتخاذ أي قرارات خاصة بالحكم وترك المسئولية لبعض المحيطين به من زوجته وأولاده وأصهاره والمقربين منه وغيرهم.. ومن سمات هذه الحالة عدم الأحساس بالمسئولية أو متابعة الأحداث المحيطة والجارية التي تخص الوطن مهما كانت أهميتها .. وساهم في ذلك أن من حوله كان لهم رغبة في إبعاده عن اتخاذ القرارات للتحكم في موارد البلاد وتنفيذ كل أعمال الفساد.. خاصة جمال الابن الأصغر للرئيس المخلوع والذي صعد علي الساحة السياسية بسرعة كبيرة للوصول للحكم عن طريق التوريث.. بعد أن تولي مهام الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات.. كما سعت سوزان مبارك لتنفيذ هذا المخطط لتصبح زوجة الرئيس السابق وأم الرئيس الحالي ..
مرشح لكل مواطن
مارأيك في الأقبال غير الطبيعي للترشح لمنصب الرئاسة ؟
تعدد المرشحين لهذا المنصب والذي بلغ المئات في عدة أيام من فتح باب الترشح للمنصب وكأن المطلوب مرشح لكل مواطن .. وهذا يؤكد أن معظم هؤلاء الأفراد الذين تقدموا للترشح لايدركون أعباء ومسئولية ودرجة اللياقة التي يتطلبها شغل هذا المنصب من قدرة علي إدارة الشئون الداخلية والخارجية والتمتع بمميزات شخصية .. لاتتوفر في معظمهم وعدم تدرجهم في المناصب القيادية .. فكل منهم ينظر لما سيحصل عليه من المنصب دون التفكير فيما يحدث بعد ذلك من صدام مع المشاكل والواقع المر.. ولكن الوعود الانتخابية أصبحت أوهاما والبرامج القابلة للتنفيذ أهم من الكلام بعد أصبح المشهد مؤسفا ويحتاج لفلتره لأختيار أفضل العناصر .. والمواطن المصري بيقظته يمكنه أن يكشف عن عباءة المرشحين لأن الغلبة والاختيار ستكون للمرشح القريب للمواطن البسيط من خلال تواجده بالشارع وشعوره بنبضه.. ولكن من وجهة نظرهؤلاء المرشحين الشخصية فكل منهم يري أنه قادر علي شغل المنصب وليس لديه أي مشكلة في تولي هذا المنصب .. خاصة أن بعض الأفراد يكون لديهم الأستعداد للتحول للديكتاتورية
لماذا كل هذا الجدل في المرحلة الأنتقالية ؟
تعدد الجدل علي كل شيء في المجتمع يؤكد الفشل والتناقض والتخبط في أتخاذ القرارات مما أدي لأطالة فترة هذه المرحلة التي تجاوزت العام.. وقد ساهم ذلك في زيادة نشاط الثورة المضادة بمختلف المواقع وهذا أدي للأنفلات الأمني وتأخر اتخاذ القرارات المتعلقة بمصالح المواطنين.. مما آثار شعورالغضب والاحتجاجات الفئوية وأفقدت الثورة الروح والأهداف التي قامت من أجلها وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية نتيجة لعدم تحقيق أي شيء من ذلك.
الرئيس المحتمل

ماذا عن الرئيس القادم ؟
الرئيس القادم مقبل علي فترةغاية في الصعوبة ولذلك سيواجه الكثير من العقبات نظرا للفشل وسوء الأداء في المرحلة الانتقالية " الانتقامية " مما يصعب من مهمته مهما كانت نواياه أو توجيهاته نتيجة للمشاكل المتعددة التي يصعب حلها .. وعليه أن يدرك تماما أنه خادم للشعب ويجذب المواطن إليه لاحتياجه لجهد كل مصري حتي يتمكن من عبور هذه المرحلة في أقل زمن ممكن .. كمايجب أن يدرك المواطن أنه الوحيد القادر علي بناء بلده مرة آخري
من هوأقرب المرشحين للفوز بمنصب الرئاسة ؟
نظرا لكثرة العدد وتميز أي مرشح عن الآخر من حيث السمات الشخصية أو الكارزما أو الأنجازات في المرحلة الماضية فمن الصعب تحديد بمن الأقرب للفوز .. ومن وجهة نظري الشخصية يأتي في المقدمة الأسلاميون وعلي رأسهم عبد المنعم أبوالفتوح وحازم أبو اسماعيل .. وتأتي في نفس المرتبة عمرو موسي وحمدين صباحي وبعدهم أحمد شفيق ومنصور حسن .. ولكن من وجهة النظر النفسية الأنتخابات في مثل هذه الأجواء لاتأتي دائما بأحسن العناصر أو أفضلها وأنسبها للمنصب.. ولكنها تأتي بالشخص الذي يجيد التعامل مع لعبة الانتخابات والعزف علي الأوتار لمعظم قطاعات الشعب المصري التي تمثل الكتلة التصويتية التي تحدد النتيجة .. خاصة أن هذه الكتلة ليست من المثقفين وأصحاب الخبرة والدرايه والرأي وهو مايطلق عليه الناخب التائه .

الناخب التائه
ماهوالناخب التائه ؟
الناخب التائه هو الذي يذهب لصندوق الأقتراع دون هدف محدد وتمثل هذه الفئة نسبة كبيرة من الشعب تصل من 25 الي 30 ٪ ويتأثر هذا الناخب بآخر رسالة تصل إليه قبل الأدلاء بصوته في اللجنة وهؤلاء الأفراد من السهل السيطرة عليهم وجذبهم تجاه أي مرشح
ثورة نفسية
ماذا بعد ثورة 25 يناير؟
كان لثورة يناير جوانبها النفسية علي المواطن المصري سواء بالأيجاب أو السلب وهذا يتطلب إزالة الحواجز النفسية والتحول من الصراع إلي الوفاق المجتمعي عن طريق إحداث ثورات متعددة في الأعلام والتعليم والسلوك الفردي والجماعي .. حيث أنه من المتوقع عقب نجاح الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا أن يتبعها ثورات مماثلة في دول العالم الثالث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.