واشنطن ترفض مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين وتصفه ب"الدعاية السياسية"    منتخب مصر يفوز على السعودية وديًا استعدادًا لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    انطلاق القطار الثاني لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين إلى وطنهم    رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: 424 مرشحًا فرديًا و200 بنظام القوائم ل انتخابات مجلس الشيوخ    محمد عبد السميع يتعرض لإصابة قوية فى ودية الإسماعيلى وزد    مصطفى: مؤتمر حل الدولتين يحمل وعدا لشعب فلسطين بانتهاء الظلم    الداخلية: لا توجد تجمعات بالمحافظات والإخوان وراء هذه الشائعات    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    توقعات: دوري ملتهب وحار جدًا!    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده    وزارة الصحة: حصول مصر على التصنيف الذهبي للقضاء على فيروس سي نجاح ل100 مليون صحة    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    أبرزها تأهيل الأئمة.. توجيهات مهمة من الرئيس السيسي ل وزير الأوقاف|فيديو    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    اسم مصري ولهجة عراقي.. شمس تكشف تفاصيل "طز" بعد تصدرها التريند    وفاة شقيق المخرج خالد جلال.. والجنازة بمسجد الشرطة بالشيخ زايد ظهر غد الثلاثاء    هيئة فلسطينية: كلمة الرئيس السيسي واضحة ومصر دورها محورى منذ بدء الحرب    رئيس الوزراء يتابع استعدادات إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    بيراميدز يعلن رسمياً التعاقد مع البرازيلي إيفرتون داسيلفا    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    ختام فعاليات قافلة جامعة المنصورة الشاملة "جسور الخير (22)" اليوم بشمال سيناء    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    إزالة 70 طن قمامة ومخلفات ب7 قرى بمركز سوهاج    موعد الصمت الدعائي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    التحقيق في وفاة فتاة خلال عملية جراحية داخل مستشفى خاص    متحدث نقابة الموسيقيين يعلن موعد انتخابات التجديد النصفي    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    "اوراسكوم كونستراكشون" تسعى إلى نقل أسهمها إلى سوق أبو ظبي والشطب من "ناسداك دبي"    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    "13 سنة وانضم لهم فريق تاني".. الغندور يثير الجدل حول مباريات الأهلي في الإسماعيلية    تصعيد خطير ضد الوجود المسيحي بفلسطين.. مستوطنون يعتدون على دير للروم الأرثوذكس    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    محاكمة 8 متهمين بقضية "خلية الإقراض الأجنبي" اليوم    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. لطفي الشربيني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأسكندرية :
لابد من إضافة شرط اللياقة النفسية لقبول أوراق أي مرشح للرئاسة
نشر في الأخبار يوم 25 - 04 - 2012


د. لطفى الشربىنى أثناء حواره مع »الأخبار«
معظم المرشحين لمنصب الرئيس لم يتدرجوا في المناصب القيادية
د. لطفي الشربيني أستشاري الطب النفسي بجامعة الأسكندرية يري أن الزعماء والرؤساء أنواع منهم من ينهض بوطنه ويرفعه إلي عنان السماء مما يجعل شعبه يرفعه علي الأعناق ويضعه في قلبه مدي الحياة بل يزداد الولع به بعد مماته ومن هذه النماذج سعد زغلول الذي نجح في تفجير الأحاسيس الوطنية في فترة من أصعب فترات مصر.. ومحمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر حمل رأسه علي يديه ليقود ويتصدر تنظيم الضباط الأحرار صباح 23 يوليو 52 والذي ظلم حيا وميتا ألا أن التاريخ أنصفه وبدأت الأجيال تعرف أنه أول رئيس لمصر.. وجمال عبد عبد الناصرالزعيم الذي سيظل في وجدان الشعب العربي بصفته زعيم ثورة ومفجر ثورات وقائد أمة.. وأنور السادات أبرز شخصية سياسية أنجبتها مصر في القرن العشرين إلا أن الرئيس المخلوع لم يكن لديه أي مقومات القائد أو الزعيم أو أي صفات أو سمات شخصية متميزة يمكن أن تصنع منه قائدا.. وتصرف في الفترة الأولي كرجل دولة ولكن بعد ذلك أصابه مايطلق عليه في الطب النفسي " متلازمة الغطرسة والغرور".. نتيجة ألتفاف أفراد أسرته من الزوجة والأبناء وأصحاب المصالح حوله ففقد وأفقد شعبه كل شيء.
التقينا بالدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية العالمية للطب النفسي والحائز علي جائزة الدولة مرتين متتاليتين عامي 1996 و2002.. ومؤخرا جائزة الطب النفسي العربي 2011 وعضو الجمعية الأوربية والأمريكية وأكاديمية العلوم.. وصاحب 42 مؤلفا وكتاب منشور في مجالات علم النفس والطب النفسي.. لمعرفة نتيجة التغيرات المتعددة التي ظهرت علي المواطن المصري بعد ثورة 25 يناير وخاصة من الناحية النفسية.. حيث مخزون اليأس والأحباط وتدني الروح المعنوية العامة قد بلغ مداه نتيجة الحالة الضبابية التي تسود المشهد حاليا.. نتيجة للفشل في إدارة المرحلة الأنتقالية والقرارات المتناقضة بعد أن كانت الروح المعنوية للمصريين قد أرتفعت كثيرا خلال الثورة وفي الفترة التي تلاتها.
ما أسباب التغيرات التي أحدثت ثورة 25 يناير ؟
شهدت البلاد الكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي أدت إلي ظهور السلبيات وحالة عامة من الإحباط الفردي والجماعي.. ترتب عليها شعور اللامبالاة وعدم الإنتماء لدي قطاعات متعددة في المجتمع وخصوصاً الشباب الذي غاب عن المشاركة بأي دور فاعل علي مدي سنوات.. كما أن الرئيس المخلوع تعامل مع الأزمة بشكل منتقد فالشعب قد لمس في تعامله سوء إحترام له لذا لم يجد الشعب بدا إلا خلعه.. ولا شك أن النظام الديكتاتوري الذي تعامل به مع الموقف قبل وأثناء الثورة بالكثير من التخبط والحمق في إدارة الأزمة وتفهم موقف الثوار ومتطلباتهم المشروعة وذلك بسبب طول البقاء في السلطة والعجز عن فهم إحتياجات الجماهير وعدم المبالاة بجموع الشعب والاعتماد علي القبضة الحديدية والقمع كوسيلة للبقاء في السلطة وهذا درس لأي نظام آخر في التعامل مع مثل هذا الوضع.
زلزال الثورة

ماذا غيرت الثورة في الشعب المصري ؟
كان للثورة أثر واضح بما يشبه الزلزال الذي هز مشاعر المجتمع بما فيه الكتلة الحرجة التي غابت عن المشاركة في الشأن العام علي مدي عقود سابقة.. وكان عنصر المفاجأة في قيادة الثورة بواسطة قطاع من الشباب لم تكن له سابقة في الحياة السياسية وتمكن من قيادة الجماهير من كل القطاعات فكانت عنصر النجاح لهذه الثورة .. وقد غيرت هذه الثورة المفاهيم السائدة
كيف نستقر نفسيا بعد الثورة وماسر هذا التشاؤم ؟
يأتي الإستقرار بمرور الوقت وتتزايد المشاعر الإيجابية نتيجة للمكاسب النفسية والمعنوية التي حققتها الثورة والأمل التي بعثته بعد أن حركت المياه الراكدة .. وإن أي تغيير في نمط الحياة يتضمن بعض الصعوبات والهزات علي المستوي الفردي والجماعي ولكن التغيير سمة حضارية ويؤدي دائماً إلي التقدم.
مصدر للألهام

هل الثورة قامت من أجل الأبداع أم الهدم؟
نعم فالثورة دائماً تتضمن الإلهام لتفجر طاقات كثيرة لم تكن تظهر من قبل والمثال علي ذلك الإرادة الصلبة.. العزيمة القوية والتفكير الإيجابي للشباب في كل مراحل الثورة منذ بدايتها وحتي تحققت أهدافها تباعاً. وبالتأكيد فإن الكثير من الضغوط النفسية التي تؤدي إلي المشكلات السلوكية والإجتماعية والنفسية تكون بسبب الفساد في النظام الحاكم ويمكن تصحيح هذا الوضع حين يتوفر عنصر الإدراك للإحتياجات المعيشية والمعنوية للمواطن وتوفير مناخ من الأمن والإستقرار والحرية.
ما السبيل لتعديل الأنظمة الدكتاتورية ؟
بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية للحكام علي المستوي المحلي في مصر أو بالدول العربية كتونس وليبيا واليمن والتي كانت تستخدم سياسة القمع المعروفة والأسلحة المختلفة والأستعانة بفئات معينة يطلق عليها في مصر "البلطجية" وفي دول آخري "البلاطجة" وأحيانا "الشبيحة".

ثقافة البلطجة

هل يوجد فرق بين المنحرف والبلطجي؟
نعم يوجد فرق بينهما فالمنحرفون الذين يعرفون بالبلطجية يختلفون تماماً عن المرضي النفسيين رغم أنهم حالات من أضطراب الشخصية المضادة للمجتمع .. كما أنهم يختلفون عن مرتكبي الجرائم بدافع محدد في ظروف معينة ولا يعتبرون من المتخلفين عقلياً بل هم حالات غير سوية تتطلب أسلوباً آخر للمواجهة .. أيضا للظاهرة جوانب أخري حيث يشجع علي تفاقمها عدم توقع العقاب الرادع والعدالة البطيئة وعدم وجود أرتباط مباشر بين أرتكاب المخالفة القانونية وتطبيق العقاب المناسب والتأخر في مواجهة الحوادث.
كيف يتم علا ج تلك المشكلة ؟
الطبع الوقاية هنا أهم من العلاج والتي تبدأ بالاهتمام بالتنشئة لأن الأنحراف الذي يصيب الشخصية يبدأ مبكراً وإذا حدث فإن علاجه لا يكون ممكناً.. وفي بعض البلدان يتم وضع هؤلاء المنحرفين بعد تشخيص حالتهم وقبل أن تتعدد الجرائم التي يقومون بأرتكابها في أماكن تشبه المعتقلات من حيث النظام الصارم وبها علاج مثل المستشفيات ويتم تأهيلهم عن طريق تكليفهم ببعض الأعمال الجماعية والأنشطة التي تفرغ طاقة العنف لديهم.. ويجب علي كل الجهات التربوية والأمنية والدينية ومؤسسات الرعاية النفسية والأجتماعية والإعلام والجهات الأخري أن تنسق جهودها وتتعاون معاً لمواجهة مثل هذه الظواهر التي تهم كل قطاعات المجتمع وترتبط بالحياة النفسية والاجتماعية للناس في كل مناسبة وكل موقع .. بالأضافة للقائمين علي الأمور في البلاد التي تعيش الثورات أوالتي تنتظرها بعدم اللجوء الي الاساليب الرخيصة كالبلطجة كأداة للتعامل مع الخصوم لخطورة ذلك علي الأمن والسلام النفسي وآثاره الوخيمة الحالية واللاحقة علي المجتمع اذا تم السماح بانتشار ثقافة " البلطجة".
هل سيتم توقيع الكشف الطبي علي المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ؟ خاصة بعد أن رفع أحد المحامين دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الأداري يطالب فيها بوضع شرط اللياقة الصحية والذهنية علي المرشحين طبقا للمادة 20 بقانون 47 لسنة 78؟
من المفروض أن أي مواطن يتقدم لشغل وظيفة ذهنية أو بدنية أو قيادية يجب أن يخضع للأختبارات التي توضح مستوي هذه اللياقة ومدي قدرته علي القيام بمهام وواجبات الوظيفة والمهنة التي سوف يشغلها .. وذلك علي أعتبار أن رئيس الدولة موظفا مدنيا فكان لابد من أضافة شرط اللياقة الصحية والذهنية فيمن يتقدم للترشيح طبقا للقانون رقم 12 لستة 2012 والمعدل لقانون 174 لسنة 2005.. وذلك تطبيقا للقاعدة العامة المنصوص عليها في قانون العاملين المدنيين بالدولة والتي تنص في المادة 16 منه علي هذا الشرط .. ومن وجهة النظر النفسية فقد تم وضع الكثير من المعايير لتحديد مدي اللياقة الذهنية والحالة النفسية والثبات الأنفعالي قبل الدخول في المنافسة علي شغل المنصب.. حتي يستطيع القيام بمهام الوظيفة التي تتطلب المرونة في أتخاذ القرارات وكيفية التعامل مع الأزمات.
هل يقبل المرشحون لمنصب الرئاسة إجراء الفحوص النفسية ؟
يجب أن يكون الفحص العقلي والذهني لأي شخص ينوي الترشح لأي منصب قيادي أن ينظر إلي تلك الأجراءات علي أنها شيء روتيني وجزء من مؤهلات ترشيح أي شخص لهذه المناصب الرفيعة وليس انقاصا من مكانته .. فمن نتائج هذا الأختبار يمكن المفاضلة بين هؤلاء كما يجب أن يكون لدينا وعي وثقافة اجتماعية للمرحلة القادمة لأننا مازلنا نفتقد الخبرة والتدريب في كل شيء .

الدكتاتور
هل الحاكم يصاب باضطرابات نفسية تجعله دكتاتورا ؟
نعم يصاب ببعض الاضطرابات الشخصية "جنون العظمة والأضطهاد" وهو مايعرف ب (بارانويا) وهو شعور مبالغ فيه بالعظمة وتضخم الذات كما يشعربالأضطهاد نحو المحيطين به لتفكيره في أنهم أقل منه شأنا ويتربصون به للنيل من المنصب الذي يشغله .. كما تميل هذه الشخصية للشك الدائم في نوايا الأخرين وتصديق المديح والنفاق والضيق بالنقد وعدم تحمله.. وبالنسبة للشخصية المصرية عموما من خلال التاريخ فأننا نلاحظ حالة "الفرعنة " للحكام نتيجة ألتفاف مجموعة من أصحاب المصالح والمنتفعين والذين يمارسون قدرا كبيرا من النفاق للاستفادة بموقعهم حول الحاكم .. مما يزيد لدي الحاكم الشعور بتضخم الذات والعظمة حتي يصدق أنه شخص ملهم يتمتع بقدرات استثنائية أفضل من جميع الأخرين ويدفع ذلك للتمسك بالمنصب ويعيش دور الكتاتور أو الحاكم الأوحد وذلك نتيجة لافتقاد الاتزان النفسي.
ما العلامات التي تظهر عليه قبل الوصول لهذه الحالة ؟
كان هناك نوع من التدهور في الأداء العقلي والذهني للرئيس المخلوع في الفترة الأخيرة لتوليه الحكم.. تمثلت في عزوفه عن أتخاذ أي قرارات خاصة بالحكم وترك المسئولية لبعض المحيطين به من زوجته وأولاده وأصهاره والمقربين منه وغيرهم.. ومن سمات هذه الحالة عدم الأحساس بالمسئولية أو متابعة الأحداث المحيطة والجارية التي تخص الوطن مهما كانت أهميتها .. وساهم في ذلك أن من حوله كان لهم رغبة في إبعاده عن اتخاذ القرارات للتحكم في موارد البلاد وتنفيذ كل أعمال الفساد.. خاصة جمال الابن الأصغر للرئيس المخلوع والذي صعد علي الساحة السياسية بسرعة كبيرة للوصول للحكم عن طريق التوريث.. بعد أن تولي مهام الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات.. كما سعت سوزان مبارك لتنفيذ هذا المخطط لتصبح زوجة الرئيس السابق وأم الرئيس الحالي ..
مرشح لكل مواطن
مارأيك في الأقبال غير الطبيعي للترشح لمنصب الرئاسة ؟
تعدد المرشحين لهذا المنصب والذي بلغ المئات في عدة أيام من فتح باب الترشح للمنصب وكأن المطلوب مرشح لكل مواطن .. وهذا يؤكد أن معظم هؤلاء الأفراد الذين تقدموا للترشح لايدركون أعباء ومسئولية ودرجة اللياقة التي يتطلبها شغل هذا المنصب من قدرة علي إدارة الشئون الداخلية والخارجية والتمتع بمميزات شخصية .. لاتتوفر في معظمهم وعدم تدرجهم في المناصب القيادية .. فكل منهم ينظر لما سيحصل عليه من المنصب دون التفكير فيما يحدث بعد ذلك من صدام مع المشاكل والواقع المر.. ولكن الوعود الانتخابية أصبحت أوهاما والبرامج القابلة للتنفيذ أهم من الكلام بعد أصبح المشهد مؤسفا ويحتاج لفلتره لأختيار أفضل العناصر .. والمواطن المصري بيقظته يمكنه أن يكشف عن عباءة المرشحين لأن الغلبة والاختيار ستكون للمرشح القريب للمواطن البسيط من خلال تواجده بالشارع وشعوره بنبضه.. ولكن من وجهة نظرهؤلاء المرشحين الشخصية فكل منهم يري أنه قادر علي شغل المنصب وليس لديه أي مشكلة في تولي هذا المنصب .. خاصة أن بعض الأفراد يكون لديهم الأستعداد للتحول للديكتاتورية
لماذا كل هذا الجدل في المرحلة الأنتقالية ؟
تعدد الجدل علي كل شيء في المجتمع يؤكد الفشل والتناقض والتخبط في أتخاذ القرارات مما أدي لأطالة فترة هذه المرحلة التي تجاوزت العام.. وقد ساهم ذلك في زيادة نشاط الثورة المضادة بمختلف المواقع وهذا أدي للأنفلات الأمني وتأخر اتخاذ القرارات المتعلقة بمصالح المواطنين.. مما آثار شعورالغضب والاحتجاجات الفئوية وأفقدت الثورة الروح والأهداف التي قامت من أجلها وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية نتيجة لعدم تحقيق أي شيء من ذلك.
الرئيس المحتمل

ماذا عن الرئيس القادم ؟
الرئيس القادم مقبل علي فترةغاية في الصعوبة ولذلك سيواجه الكثير من العقبات نظرا للفشل وسوء الأداء في المرحلة الانتقالية " الانتقامية " مما يصعب من مهمته مهما كانت نواياه أو توجيهاته نتيجة للمشاكل المتعددة التي يصعب حلها .. وعليه أن يدرك تماما أنه خادم للشعب ويجذب المواطن إليه لاحتياجه لجهد كل مصري حتي يتمكن من عبور هذه المرحلة في أقل زمن ممكن .. كمايجب أن يدرك المواطن أنه الوحيد القادر علي بناء بلده مرة آخري
من هوأقرب المرشحين للفوز بمنصب الرئاسة ؟
نظرا لكثرة العدد وتميز أي مرشح عن الآخر من حيث السمات الشخصية أو الكارزما أو الأنجازات في المرحلة الماضية فمن الصعب تحديد بمن الأقرب للفوز .. ومن وجهة نظري الشخصية يأتي في المقدمة الأسلاميون وعلي رأسهم عبد المنعم أبوالفتوح وحازم أبو اسماعيل .. وتأتي في نفس المرتبة عمرو موسي وحمدين صباحي وبعدهم أحمد شفيق ومنصور حسن .. ولكن من وجهة النظر النفسية الأنتخابات في مثل هذه الأجواء لاتأتي دائما بأحسن العناصر أو أفضلها وأنسبها للمنصب.. ولكنها تأتي بالشخص الذي يجيد التعامل مع لعبة الانتخابات والعزف علي الأوتار لمعظم قطاعات الشعب المصري التي تمثل الكتلة التصويتية التي تحدد النتيجة .. خاصة أن هذه الكتلة ليست من المثقفين وأصحاب الخبرة والدرايه والرأي وهو مايطلق عليه الناخب التائه .

الناخب التائه
ماهوالناخب التائه ؟
الناخب التائه هو الذي يذهب لصندوق الأقتراع دون هدف محدد وتمثل هذه الفئة نسبة كبيرة من الشعب تصل من 25 الي 30 ٪ ويتأثر هذا الناخب بآخر رسالة تصل إليه قبل الأدلاء بصوته في اللجنة وهؤلاء الأفراد من السهل السيطرة عليهم وجذبهم تجاه أي مرشح
ثورة نفسية
ماذا بعد ثورة 25 يناير؟
كان لثورة يناير جوانبها النفسية علي المواطن المصري سواء بالأيجاب أو السلب وهذا يتطلب إزالة الحواجز النفسية والتحول من الصراع إلي الوفاق المجتمعي عن طريق إحداث ثورات متعددة في الأعلام والتعليم والسلوك الفردي والجماعي .. حيث أنه من المتوقع عقب نجاح الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا أن يتبعها ثورات مماثلة في دول العالم الثالث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.