غدا.. تحتفل مصر ودول العالم العربي لأول مرة بيوم المسن العربي.. ذلك اليوم الذي أقره وزراء الشئون الاجتماعية العرب في اجتماعهم الأخير لتأكيد قيمة رد الجميل لجيل الكبار الذين أفنوا حياتهم في خدمة مجتمعهم وتربية أبنائهم، وجاء الوقت لأن يطبع كل منا قبلة علي يد "جدو وستو" ونقول لهم جميعا: "أجدادنا الأعزاء شكرا". لا تنس غدا أن تقوم بزيارة كبار العائلة.. وتتصل بهم.. وتطمئن علي أحوالهم الصحية، كذلك يمكن الاحتفال بهذا اليوم بزيارة دور المسنين، وتقديم الهدايا الرمزية لأعز الناس، وقضاء فترة من الوقت معهم يشعرون فيها بدفء مشاعر الأبناء والأحفاد، والأهم أن يشعروا أنهم "لسه عايشين". وكان الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي قد أعلن عن اعتبار يوم 25 سبتمبر من كل عام يوما للاحتفال بالمسنين العرب، وقال الوزير، إنه تم وضع خطة للزيارات المتبادلة بين مصر والدول العربية وذلك لوضع خطة عمل مشتركة لرعاية المسنين والعمل علي تقديم مختلف أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لهم. عن يوم فكرة يوم المسن العربي، وكيفية الاحتفال به، وأبرز أحلام وأمنيات المسنين التي يمكن أن تتحول إلي انجازات في الاحتفال الثاني بيوم المسن العام القادم، يقول الدكتور يسري عبد المحسن - أستاذ الطب النفسي؛ مدير مركز جامعة القاهرة لرعاية المسنين- أن فكرة إقامة يوم للمسن العربي جاءت استكمالا للاحتفاء بكبار السن، حيث أن اليوم العالمي للمسنين في الأول من أكتوبر من كل عام، وجاء يوم 25 سبتمبر ليكون احتفالا بالمسن المصري والعربي، من أجل رد الجميل لجيل الآباء والأجداد. ويضيف د. يسري أن عدد المسنين في مصر يقترب من 5 ملايين مسن، وأن أعدادهم تتزايد بصورة مستمرة فقد كانوا في تعداد 1976 حوالي 2.3 مليون مسن ارتفع عام 1986 إلي 2.9 مليون حتي وصل في تعداد 1996 إلي 3.7 مليون، ومن المتوقع أن يصل العدد إلي 8.7 مليون عام 2020 بزيادة 200٪. ويوجه د. يسري عبد المحسن دعوة عامة للجمهور بزيارة أندية المسنين والجمعية المصرية لرعاية المسنين التابعة لمركز جامعة القاهرة وغيرها من الجمعيات ودور المسنين لإدخال البهجة والسعادة علي قلوب أقرب الناس إلينا. من جانبه، يقترح الدكتور محمود سيد شحاتة - المدير التنفيذي لمركز جامعة القاهرة لرعاية المسنين- علي كافة أفراد المجتمع في هذا اليوم أن يقوموا بزيارات لدور المسنين المنتشرة في مصر، والجلوس مع كبار السن ومشاركتهم الاحتفال بيومهم، وقضاء اليوم بينهم، كما يقترح أن يتم تنظيم حفلات يشارك فيها المطربون والفنانون ونجوم الكرة والشخصيات العامة من أجل حث الجمهور علي الإقدام علي زيارة دور المسنين، والمستشفيات التي يتواجد بها كبار السن، وتقديم الهدايا الرمزية لهم تعبيرا لهم عن شكرنا لمجهوداتهم، وترسيخا لقيمة العرفان بالجميل. ويتمني المدير التنفيذي لمركز رعاية المسنين بجامعة القاهرة، أن يتم خلال هذا العام تحقيق حلم إنشاء المجلس القومي للمسنين، كأحد المجالس القومية المتخصصة، علي غرار المجلس القومي للشباب والمجلس القومي للطفولة والمجلس القومي للمرأة، بحيث يكون للمسنين المظلة الرسمية التي تتحدث باسمهم، وتطالب بحقوقهم، وتعمل علي تنفيذ استراتيجية رعاية المسنين في مصر التي أعدتها جامعة القاهرة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية، وتشمل كافة جوانب رعاية المسنين نفسيا واجتماعيا وصحيا، مكملا أمنياته بأن يتم أيضا إنشاء المعهد القومي لعلوم المسنين. شباب المسنين! أما الدكتورة سوسن عثمان - عميد معهد الخدمة الاجتماعية سابقا، رئيسة الجمعية المصرية لتدعيم الأسرة- فتري أن الاحتفال بيوم المسن العربي خطوة جيدة علي طريق الاهتمام الحقيقي بكبار السن، ووضعهم علي خريطة اهتماماتنا، حيث أن هذه المرحلة العمرية ستمر علينا جميعا، وتحتاج عناية فائقة ورعاية خاصة. وتشرح د. سوسن أن العناية بكبار السن تتطلب من الناحية العلمية معرفة الشريحة التي يدخل فيها المسن، وخصائصها واحتياجاتها، حيث يتم تقسيم المسنين علميا إلي ثلاث شرائح؛ الأولي من سن 60 حتي 75 عاما، ويطلق عليها مجازا (شباب المسنين)، حيث أنهم في هذه المرحلة بعد التقاعد عن العمل مباشرة يعانون من النبذ الاجتماعي والوحدة والآلام من زحف الأمراض عليهم، لكنهم في الوقت نفسه لا يزالون قادرين علي الحركة والاهتمام بشئونهم الخاصة كتناول الدواء في موعده ودخول دورة المياه وخلافه، وبالتالي فهم يحتاجون في هذه المرحلة إلي إشعارهم بأهميتهم، وقيمتهم في الحياة وينصح في هذا السن بإدماجهم في الأنشطة العامة والهوايات ونوادي المسنين، وقد قمت - والكلام علي لسان د. سوسن- بإنشاء أول ناد للمسنين في مصر، ويضم الآن في عضويته 3 آلاف مسن يمارسون الرياضة ويشاركون في كورال غنائي ورحلات شهرية، وخرج من هذه الفكرة مشروع (رباط الونس) لتزويج المسنين وحقق نجاحا باهرا علي مدي 7 سنوات، وكانت آخر حالة زواج منذ 6 أشهر فقط. أما المرحلتان الثانية من سن 75 حتي 90 عاما، والثالثة لمن هم فوق 90 عاما، فيكون المسن غير قادر علي النشاط والنزول إلي الشارع، ولكنه قد يتحرك في المنزل متكئا علي عصا أو بمساعدة آخرين، وربما لا يستطيع القيام بعملياته الحيوية بنفسه، وغالبا يعاني المسن في هذه المرحلة من آثار العمليات الجراحية الكبري، ويحتاج إلي من يرعاه.