فرحة غامرة عمت الشارع المصري فور صدور قرار إلغاء إتفاق تصدير الغاز لإسرائيل . الجميع رجال ونساء، شيوخ وشباب أعربوا عن ترحيبهم بالقرار الذي كان يستوجب إتخاذه فور قيام ثورة 25 يناير. لم يكن مقبولا علي الإطلاق إستمرار تصدير الغاز المصري لإسرائيل وفق الشروط المجحفة التي يتضمنها الإتفاق المخزي والذي أبرم في غفلة من الشعب لصالح فئة ضالة غلبت مصلحتها الخاصة علي مصلحة بلد بأكمله ! بل لم يكن من الصواب أساسا التصدير لدولة لا تكن لنا سوي الكره والعدوان ويشهد التاريخ علي مواقفها الإجرامية التي لم ولن تتوقف عنها. ولكن علينا أن نعي تماما أن القرارالمصري سيكون له تبعات شديدة وخطيرة في نفس الوقت، فأم الطفل المدلل - راعية السلام في العالم - لن تقف ساكنة وسيكون لها رد الفعل الذي يجب أن نتوقعه بالضغط علينا بقرض صندوق النقد ومختلف المساعدات الدولية التي كان يجري الإعداد لتقديمها لمصر، ويجب أن نتأكد أن مصير هذه المساعدات أصبح في مصير المجهول، حتي المساعدات العربية سيكون لها نفس المصير . تبعات القرار يجب ألا تخيفنا أو تقصينا عنه، وإنما يجب أن توحدنا وتحفزنا للمضي إلي الأمام للبناء والتنمية وتحقيق الإستقرار . لدينا فرصة حقيقية لإنجاح ثورتنا.. فهل نستفيد منها أم نتركها تضييع مثل باقي الفرص ؟