ادفع نصف عمري ،لأي مسئول إيراني، أذا تمكن من إقناعي، بجدوي وأي فائدة، تعود علي الشعب، أو الحكومة في طهران. من زيارة الرئيس احمدي نجاد، إلي جزيرة أبو موسي. المتنازع عليها، مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ساهمت في إعادة العلاقات بين طهران ودول الخليج، إلي نقطة الصفر. والغريب، أن الأمور كانت مستقرة ،طوال 41 عاما، زمن احتلال إيران للجزر .الإماراتية لاعتبارات كثيرة، الامارات لن تلجأ إلي الحل العسكري، لتحرير الجزر .وإيران تبسط سيطرتها عليها منذ1971. وقد كشفت تداعيات الزيارة، عن اتفاق تم نقضه من الجانب الإيراني. بعد التوصل إليه العام الماضي، في أعقاب أزمة مماثلة، يقضي بالتهدئة .وقبلت الإمارات بمبدأ سحب القضية من التداول، في الاجتماعات العربية، والإسلامية، والدولية. وكانت بندا دائما، في كل هذه الاجتماعات، والتي عادة ما تخرج بتأييد موقف الإمارات. وإدانة الرفض الإيراني، لكل المقترحات الإماراتية للحل،. وكان المقابل الذي حصلت عليه أبو ظبي. الاتفاق مع طهران، علي تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين لبحث الأزمة. وتم بالفعل تسمية رئيس كل وفد. صحيح أن الأمور لم تتحرك ،ولكنها كانت هادئة ،حتي جاءت "الزيارة اللغز". التي كشفت عن عاملين مهمين ،في صياغة الموقف الإيراني، من دول الخليج وهما : أولا: حالة الاستعلاء غير المبرر، والذي يستعصي علي الفهم. من النخبة الحاكمة في طهران، تجاه دول الخليج. والذي تكرر بتنويعات مختلفة، علي لسان كل المسئولين، الذين علقوا علي الأزمة .وأوضحهم احمدي نجاد .الذي راح يتحدث عن عدم وجود أي حضارة في المنطقة. سوي الحضارة الإيرانية، ولم يقل الرجل الفارسية. ودعي الذين يسمون الخليج الفارسي بغير اسمه .إلي مراجعة عقولهم، والنظر إلي خريطة إيران. ليدركوا عن أي دولة كبري، ومقتدرة، يتكلمون .ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل تجاوزه إلي التهديدات الصريحة للإمارات .علي لسان محسن رضائي رئيس مجمع تشخيص النظام .الذي جمع بين إسرائيل التي تقرع طبول الحرب .وبين مجرد التصريحات ،التي انتقدت الزيارة. وطالب الإمارات، والجامعة العربية، بالاعتذار. ووصل الاستعلاء، لدرجة أن طهران لم تقبل، حتي احتجاج أبو ظبي .وكأنها تعاقب المظلوم، أذا قام بمجرد الشكوي. رغم أن إيران هي من يتحمل مسئولية، إثارة الأزمة، بتلك الزيارة المريبة. ثانيا:أن إيران وجدت الزيارة فرصة،" لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. التأكيد علي فارسية الخليج العربي ،والإشارة إلي وحدة التراب الإيراني، كما أشار إلي ذلك، القائد العام للجيش الإيراني. عندما أعرب عن فخره، بزيارة نجاد. وعدم السماح لأي جهة ،بطرح أقاويل، عن وحدة التراب الإيراني. وقال رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان، لن نناقش ملكيتنا للجزر.. وتؤكد الشواهد والوقائع ،بان إيران سعت إلي إثارة الأزمة الأخيرة. كجزء من الإعداد للمباحثات، مع مجموعة الخمسة زائد واحد. والتي بدأت في تركيا، ويستكمل في العراق في23 مايو القادم .ولا يقتصر الحوار فيها، علي الملف النووي فقط. بل يمتد إلي الدور الإقليمي لطهران في المنطقة. وردا علي المشروع المتداول، لبرنامج الدرع الصاروخي لدول الخليج، مع واشنطن، حماية للمنطقة من الهجمات الصاروخية لطهران، في أي مواجهات محتملة. وعقابا علي الموقف السعودي، الذي أعلن عن استعداده توفير أي كميات من النفط. إذا تم حظر تصدير البترول الايراني. وبعد، لم تعد تجدي سياسة افتعال المشاكل. خاصة وان الأزمة الأخيرة، أثرت بالسلب علي العلاقات العربية الإيرانية. بصفة عامة، والخليجية بصفة خاصة، والتي لم تعد تحتمل، مزيدا من التوتر، والخلافات، والتجاذبات ،في ظل مخاوف حقيقية من دول الخليج. من برنامج إيران النووي. وتحفظات علي وقائع تدخل إيران، في الشئون الداخلية ،لعدد من دول المنطقة. كما أن عليها، إذا أرادت إقامة علاقات طبيعية مع دول المنطقة، أن تنهي استعلاعها. وتقبل إما الدخول في مفاوضات مباشرة ،مع الإمارات ،لحل أزمة الجزر، أو عرض القضية علي محكمة العدل الدولية ،إذا كانت علي ثقة من ملكيتها تاريخيا للجزر الثلاثة.