حالة من الجدل أثيرت مؤخرا في مارينا عقب قيام شركة التعمير للتنمية والإدارة السياحية بإزالة 12 سخاناً شمسياً من إحدي العمارات بمارينا "1" والتي أقيمت منذ أكثر من 20 عاما .. ورغم أن السكان وملاك العقار أنفسهم هم من قاموا بتقديم شكاوي عديدة للشركة يشكون فيها من تسبب هذه السخانات في تسريب المياه أعلي العمارات مما نتج عنه ضرر في الأسقف حيث أصبحت تمثل خطورة علي الهيكل الانشائي للعمارات .. حيث ثبت عدم جدواها الاقتصادية والعملية نظراً لطبيعة المنطقة التي تتعرض للرياح معظم فترات العام كما أن فترة تشغيلها موسمية مما يعرضها للصدأ والسدد والتلف .. إلا أن أصابع الاتهام سرعان ما وجهت لإدارة مارينا بتعمدها إزالة السخانات الموفرة للطاقة دون معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت هذه السخانات "سلاحا" ذاحدين .. "الأخبار" قامت بجولة داخل مركز مارينا العلمين السياحي التقت خلالها مع أطراف المشكلة للتعرف علي الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة.. 20 عاما المهندس إبراهيم صبري رئيس مجلس إدارة شركة التعمير للتنمية والإدارة السياحية وأمين صندوق اتحاد الشاغلين بمركز مارينا قال لا توجد أي حملة منظمة لإزالة السخانات الشمسية بمركز مارينا 1 و2 والتي تم تركيبها منذ حوالي عشرين عاما وتحديدا في عام 1990 فهي مازالت موجودة في أماكنها حتي الآن عدا العمارة رقم "23" بالمنطقة الخامسة وعدد محدود جدا من السخانات التي سببت أضرارا للأدوار العلوية بباقي العمارات ..وحول بداية المشكلة قال انه منذ عامين تقدم عدد من سكان العمارة رقم 23 خاصة المقيمين بالدور الأخير بشكوي الي شركة التعمير من تسرب المياه من خزانات السخانات الشمسية الموجودة فوق سطح العقار والتي تقادمت وأكلها الصدأ وأصبحت تمثل ضررا بالغا علي الهيكل الخرساني وعلي الوحدات السكنية الموجودة بالدور الأخير .. كما طالبوا بترميم العمارة وإصلاح الشروخ التي نتجت بسبب تلك المياه وبسبب مرور مدة طويلة علي إنشائها .. ويضيف المهندس إبراهيم صبري أنه علي الرغم من أن صيانة المباني هي مسئولية السكان وليس شركة التعمير حيث تختص فقط بصيانة المرافق العامة طبقا لقرار الجمعية العمومية قامت الشركة بتشكيل لجنة فنية وأعدت مناقصة لترميم العمارة وأوصت اللجنة بضرورة رفع السخانات القديمة التي أصبحت عديمة الفائدة بل تسبب ضررا نتيجة تسرب المياه منها .. لتقوم الشركة بترميم العقار بالكامل بتكلفة 49 ألف جنيه ثم قامت بتقسيم تكلفة الترميم علي الوحدات السكنية بالعقار البالغ عددها 34 وحدة سكنية حسب مساحة الوحدة الواحدة .. وبالفعل التزم أكثر من 90٪ من السكان وقام كل منهم بدفع تكلفة الترميم المقررة عليه عدا ساكن واحد رفض الدفع بحجة أن سخانه كان يعمل بشكل جيد .. فسألته : بعد أن تبين خطورة هذه السخانات علي العقارات هل هناك من طريقة يمكن أن تجبر السكان علي رفع السخانات الشمسية ؟ فقال : هناك أكثر من 34 عقارا تضررت بسبب تآكل هذه السخانات حيث أدي تسرب المياه الي تآكل حديد التسليح بالأسقف وتساقط الدهانات والبياض وهبوط بالأرضيات بالاضافة الي الفيلات والشاليهات الأخري إلا أن أصحابها قاموا بإزالتها بالفعل وترميم الفيلات بعد أن تبينوا خطورتها .. مشيرا الي أنه بعد تشكيل اتحاد الشاغلين لمركز مارينا طبقا للقانون الجديد أصبحت قراراته واجبة النفاذ علي جميع السكان وسوف يتم الرجوع لاتحاد الشاغلين لدراسة الموضوع وفي حالة اقتضي الأمر إزالة السخانات سيتم ذلك .. عمرها الافتراضي المهندس كمال فهمي رئيس جهاز القري السياحية قال ان الجهاز قام بتركيب السخانات الشمسية بمارينا 1و2 عام 1990 بحيث أصبح لكل وحدة سكنية أومجموعة وحدات سخان خاص بها وتم تسليمها للسكان لتصبح مسئوليتهم .. ولم يتم تعميمها علي جميع الوحدات السكنية بباقي مراكز مارينا ليقتصر تركيبها علي 15 ٪ فقط من عقارات وشاليهات مارينا .. حيث تبين أثناء إنشاء باقي المراحل أن فكرة استخدام السخانات الشمسية في المصايف التي تعمل في فترة الصيف فقط لم تكن ذات جدوي إقتصادية أوعملية مما كان يتوجب إلغاؤها في جميع المراحل الأخري التي تم بناؤها بمركز مارينا .. حيث ثبت أن جميع السخانات الشمسية التي تم تركيبها بالمرحلة الأولي قد انتهي عمرها الافتراضي ومعظمها تآكل بسبب العوامل الجوية حيث إنه كان يتم تشغيلها فترة الصيف فقط وتتعرض طوال العام للسدد والتأكل .. مؤكدا أن هذه السخانات لا يتعدي عمرها الافتراضي 10 سنوات إذا تم عمل صيانة دورية لها وهوما لم يتم علي الإطلاق .. عوامل التعرية الدكتور عبد الهادي قشيوط عميد معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة بمدينة مبارك للأبحاث العلمية قال: السخانات الشمسية تستخدم في تسخين المياه بالاعتماد علي الطاقة الشمسية المتوافرة في الساحل الشمالي بدلا من تشغيلها بالطاقة الكهربائية أوالغاز ويتراوح عمرها الافتراضي بين 15 الي 20 عاما حسب نوعية الجهاز .. وحول مدي تأثرها بعوامل التعرية يقول قشيوط ان عوامل التعرية وقرب السخانات الشمسية من البحر يمكن أن تعجل من تلف هذه السخانات وحدوث تسريب للمياه والذي يرتبط بشكل كبير بنظام التركيب والوصلات ونوع السخان .. مشيرا الي أن جسم السخان يحتاج للتنظيف والطلاء علي فترات قريبة ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التوصيلات ومدي تحملها للصدأ . وصرح المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة بأنه تم تشكيل لجنة فنية من الفرع الاقليمي لجهاز شئون البيئة بالاسكندرية لمعاينة وضع السخانات الشمسية علي الطبيعة.. وانه تمت معاينة العمارة رقم 32بالمنطقة الخامسة امام بوابة رقم 2 بمارينا. وتبين من المعاينة ازالة السخانات الشمسية وخزانات المياه الخاصة بها. وان السخانات التي تمت ازالتها تمت بناء علي طلب ملاك الوحدات بالعمارة المذكورة وقامت شركة التعمير للتنمية والادارة السياحية بمارينا باجراء الترميم والاصلاحات بالعمارة. وقال ان السخانات التي تم تركيبها بمارينا 1 و2 كلها متهالكة لانها منشأة عامي09 و1991 ولا يتم استخدامها بفترة الشتاء لعدم وجود رواد بمارينا في هذه الفترة.. وان صيانة هذه السخانات هي مسئولية ملاك العمارة، وان الغرض من ازالة السخانات ليس محاربة التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.. وانما لتأثيرها السلبي علي العمارات وعدم صيانتها وتهالكها.. كما اكدت المعاينة ان المبالغ التي حصلتها الشركة من السكان هي قيمة عمليات صيانة العمارة وليست غرامات علي اصحاب السخانات.