لم اذق طعم النوم لمدة 27 ساعة.. دماء الضابط الشهيد تطاردني ليلا ونهارا.. مشهد جنازته ودموع اسرته وطفليه لم يفارق خيالي.. صدقوني لم أقصد قتله لكني فوجئت به أمام سيارتي.. هربت خوفا من زملائه في الكمين.. اخترت »الأخبار« حتي اسلم نفسي عن طريقها.. كانت هذه كلمات شحاتة أبوطالب سائق الميكروباص الذي أطاح بضابط الشرطة الشهيد الرائد هشام الخياط عند كمين الكريمات عندما حضر إلينا.. قال أريد تسليم نفسي للعدالة عن طريقكم وخشيت تسليم نفسي للشرطة.. فقط أريد الامان.. أنا نادم علي جريمتي وادعو الله ان يرحم الشهيد ويلهم اسرته الصبر.. أجرينا له اتصالا مع حاتم البنا رئيس نيابة التبين ومايو الذي قام باحظار المستشار طارق أبوزيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة وبعد دقائق كان السائق يمثل أمام النيابة.. وخلال وجوده داخل صحيفة »الأخبار« روي السائق تفاصيل الحادث في حضور محاميه السيد محمد حسب الله وزوجته واحد أصدقائه.. قال حقيقة الواقعة تختلف عما ما تم تداوله علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون باني بلطجي ومسجل خطر وان الضابط حاول استيقافي لفحص التراخيص لكني اندفعت بسيارتي مسرعا لاطيح به وعندما ضاقت بي الدنيا في توفير مصدر رزق يقتات منه لأنفق علي زوجتي واطفالي الأربعة عملت كسائق ميكروباص منذ شهر فقط وبسبب انشغالي في عملي الجديد نسيت استخراج رخصة قيادة وعملت خلال هذه الفترة الصغيرة برخصة التسيير فقط.. في يوم الحادث كنت متوجها من الصف إلي حلوان علي طريق الاوتستراد وبرفقتي عدد من الركاب وقبيل كوبري مصنع القومية للأسمنت قمت بتخفيض سرعتي لوجود كارتة للسيارات النقل وكان الكمين الذي يعمل الضابط علي الجانب الآخر من الطريق الا انه -الضابط- كان متوقفا خلف احد الأعمدة الحديدية الخاصة بالكوبري بالجزيرة الوسطي ولم اره لان جسده كان مختفيا خلف العمود وفوجئت به يعبر الطريق فجأة متوجها إلي يمين الطريق فصدمته بالسيارة ليسقط أسفل العجلات .. وقفت علي جانب الطريق.. وهربت خوفا من تعدي أفراد الكمين علي ولم أكن أعلم انه فارق الحياة.. قضيت ثلاثة أيام شاردا في الشوارع بعد ان هجرت منزلي ولا يجول بخاطري غير صورة الضابط الذي أوقعه القدر أمامي لينتزع النوم من عينيي طوال هذه المدة زعم انني لم اتعمد صدمه.