لا يستطيع أحد منع عمر سليمان من التقدم لمنصب رئيس الجمهورية، طالما أنه لا يوجد أي مانع يعيقه عن الترشح، ولا يملك أي شخص الحجر علي أحلام سيادة اللواء في الجلوس علي كرسي الرئاسة، فهذا حقه الذي كفله القانون. ولا يستطيع أحد منع خوف المصريين علي الثورة بمجرد علمهم بترشح سليمان، كما أنه لا يملك أي شخص تبديد مخاوف الذين سرقت ثورتهم وتبخرت أحلامهم وتحسروا علي شهدائهم بمجرد علمهم بنية سليمان في الترشح، فهذا حق الشعب ولا ينكره أحد. لا أعرف عمر سليمان، فالرجل غامض بطبيعته، ورغم أنه لا يمكن أن يتحمل وحده أخطاء نظام بأكمله، إلا أن الواقع يؤكد أنه كان أحد أهم أقطاب هذا النظام، بعد أن عمل ثمانية عشر عاما رئيسا للمخابرات العامة، ورغم أنه لا أحد يعرف علي وجه التحديد مدي علم سليمان بفساد مبارك وعصابته، لكنه كان ملازما له وطبيعة عمله تحتم عليه معرفة كل صغيرة وكبيرة ، إلا أنه كان صامتا وبالبلدي السكوت علامة الرضا، وكان الرئيس المخلوع يثق فيه ثقة عمياء لدرجة أنه عينه نائبا له عندما قامت ثورة يناير أملا في تحسين صورته، ثم فوضه باختصاصات رئيس الجمهورية، إلا أن رفض الشعب هذا التفويض أطاح بمبارك ونظامه بمن فيهم عمر سليمان. ورغم قناعتي أن عمر سليمان قد يكون أفضل المتقدمين لمنصب الرئيس، ومع إدراكي لخبرته الكبيرة وشخصيته القوية وهو ما يمكنه من حل مشاكل كثيرة وعلي رأسها الانفلات الأمني، إلا أن ترشح سليمان سيفتح الباب لدوامة من المشاكل والأزمات والاحتجاجات قد تعصف بنا إلي المجهول. لا عقل يقبل أن تقوم ثورة علي نظام كان عمر سليمان هو آخر من تولي رئاسة الجمهورية فيه حتي لو كان علي الورق - ليتولي سليمان الرئاسة في أول انتخابات بعد الثورة، ولا يقر منطق أن نتحمل عام ونصف العام من المعاناة ثم نجد من فوضه مبارك في اختصاصاته هو رئيس الجمهورية.. ولا عزاء للثورة وشهدائها.