كتب سرحان سنارة: حلوي تربت عليها أجيال من مختلف طبقات أهل إسكندرية.. يعرفها الكبير والصغير.. الغني والفقير فمذاقها لم يفارق أفواههم رغم بعد الزمن بينهم وبينها.. فعلي الرغم من قلة وجودها في زمن باتت فيه حلوي الأطفال علي كل شكل ولون.. إلا أن العسلية أو حلوي نبوت الخفير لاتزال ترتبط في أذهان السكندريين بأيام الزمن الجميل.. بشكل يدفعهم بين الحين والآخر الي البحث عنها وشرائها والتلذذ بطعمها سواء كانت بمكسرات أو سوداني أو السمسم أو من دونهم.. المهم هو الحصول علي نكهتها التي لا تقاوم .. والبحث عن صانع نبوت الغفير في عروس البحر المتوسط الآن ليس بالمهمة السهلة فالمدينة تكاد تخلو من الباعة أو تلك الورش أو المصانع التي تقوم بتصنيعها الا أنه بعد رحلة بحث صعبة وطويلة عثرنا علي »يوسف الدسوقي« واحد من القلائل الذين ما زالوا يبيعون نبوت الخفير لمحبيها من خلال عربة يد صغيرة في منطقة محطة الرمل وقال إنه تناقل هذه المهنة وورثها عن أجداده ويعتز بها علي الرغم من ضآلة العائد المادي من بيعها بعد إلا أنه لا يستطيع ترك مهنته التي ورثها عن أجداده.. مشيرا الي أن نبوت الخفير في الماضي كان له مذاق خاص ومختلف حيث كانت تصنع من العسل الأسود الخالص ولكن ومع ارتفاع الأسعار أصبح يتم تصنيعها من السكر مما أكسبها اللون الفاتح الذي تتداول به نبوت الخفير اليوم.. أما أسعار العسلية فيقول يوسف إنها قديما كانت تباع بقروش أما اليوم فالواحدة منها تباع بجنيه ولكنها باتت تباع في الأعياد والمناسبات فقط ولا يقبل عليها سوي الأطفال.. ويضحك قائلا »نبوت الغفير.. إتكسر«.