انتهي رمضان.. وجاء العيد.. ولا أعرف هل احزن لفراق رمضان أو أفرح لقدوم العيد.. ولكن كلها أيام.. ندعو الله ان تمر علينا بالخير وان يخرجنا منها علي خير.. كما ندعوه سبحانه وتعالي ان نفرح اليوم بالعيد ثم نفرح عند لقائه في يوم اللقاء.. الذي سنتسلم فيه جائزة الصوم والصلاة والزكاة.. وهي العتق من النار باذن الله.. ورحمته. طبعا رمضان في ايامنا هذه اختلف كثيرا عن زمان.. ولكنه لم يختلف أبدا في انه شهر جميل.. رائع.. نستقبله بحب.. ونعيش فيه بسعادة.. ونودعه برغبة هائله في ان يعود سريعا. هذا هو أجمل ما في رمضان.. أما أسوأ ما فيه هو ما نفعله نحن في انفسنا.. أو بالادق ما يفعله التليفزيون فينا.. والحمد لله انني لم اتابع مسلسلا واحدا.. الا بعض حلقات من مسلسل الجماعة.. أما بقية المسلسلات فلم أر منها حلقة واحدة.. لانني قررت منذ البداية أن اعلن عن اعتراضي علي هذا السباق المحموم المخبول العبيط.. بين محطات التليفزيون المختلفة.. علي الهيافة والسخافة وقلة الأدب أحيانا.. والحقيقة أنني لا أعرف من الذي بدأ هذا السباق هل هو التليفزيون الحكومي أم المحطات الخاصة.. هل هم المنتجون أم المعلنون.. في كل الأحوال هو سباق سخيف اتمني الا يتكرر العام القادم.. خاصة بعد ما قرأنا أن التليفزيون الحكومي اشتري -من فلوسي وفلوسك- مسلسلات بما يقرب من 005 مليون جنيه.. بينما حصيلة الاعلانات لم تتجاوز 001 مليون جنيه أي أن الخسارة 004 مليون جنيه.. فضلا عن الخسارة المعنوية الادبية التي خسرها طبعا. لكن هذا لا يمنع من أن هناك اناسا أدوا واجبهم في رمضان. ويستحقون ان نهنئهم بما أدوه.. وان نرسل لهم باقة ورد وعلبة كحك بمناسبة العيد. في مقدمة هؤلاء المستشار عبدالمجيد محمود.. النائب العام الذي يستحق أن يكون رجل العام.. لما أنجزه من قضايا مهمة وحساسة ومتنوعة خاصة في رمضان أهمها قضيتا العلاج علي نفقة الدولة.. وسرقة لوحة زهرة الخشخاش.. وهذا المجهود هو استمرار لمجهود طويل ومتواصل من أجل تمكين العدالة من أن تأخذ مجراها في بلد لا يحترم العدالة ويتصور كل من فيه ان الكرسي يمكن ان يحمي صاحبه.. بينما العكس هو الصحيح.. ويتصور كل من فيه ان العدل يمكن ان ينام.. انه قد يغفل أحيانا ولكنه لا ينام أبدا. باقة ورد وعلبة كحك نرسلها ايضا الي كل رجل مرور.. يحاول ان يعيد الانضباط الي شوارع بلا أي ضبط أو ربط.. وسلوكيات تثير الاعصاب.. هؤلاء الرجال الذي يقفون في الشواع.. يواجهون المستحيل.. وهو أن يعود الناس الي رشدهم.. ويتمنون كما نتمني جميعا ان يختفي سائقو الميكروباصات من علي وجه الأرض.. ولكن كلها أرزاق. اتمني ان ارسل باقة ورد.. وعلبة كحك ايضا الي كل مواطن مصري.. الي كل صديق لم أتمكن من ان اعيد عليه.. الي امي وأبي في قبريهما.. الي زوجتي وابنائي في احضاني. kh.gabr@ gmail.com