الاثنين: تلقي الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب طلباً من المستشار ممدرح مرعي وزير العدل لرفع الحصانة البرلمانية عن النواب الاثني عشر المتهمين في قضية العلاج علي نفقة الدولة . هذا الخبر أسعدني للوهلة الأولي، لكن تلك الحالة لم تدم طويلاً، فتحولت مشاعر السعادة بشجاعة القرار، وحسم الأمور »السايبة« في بلادنا بقوة القانون إلي حالة من الحزن علي ما صارت إليه أحوالنا، وما طرأ علي الشخصية المصرية من تحولات خطيرة .. بل ومخيفة ! أعضاء مجلسي الشعب والشوري . الذين يرفعون أصوات الناخبين في دوائرهم ويدافعون عن حقوقهم أمام الحكومة . ويمثلون صمام الأمان في محاسبة السلطة التنفيذية المتمثلة في الحكومة بوزاراتها المختلفة وكل الدوائر الحكومية من محليات وخلافه . أو هكذا المفترض أن يكونوا : صوت الشعب ! هل يحتاج النواب الموقرون المتهمون في قضية العلاج علي نفقة الدولة للمال؟! لقد انفقوا الملايين في حملاتهم الانتخابية من أجل الفوز بمقعد في مجلس الشعب أوالشوري وهذا يعني أنهم ميسورو الحال لا يحتاجون لدعم الدولة في علاجهم . وانا شخصياً مع علاج أي انسان علي نفقة الدولة مهما كانت درجة ثرائه إذا ابتلاه الله بمرض عضال كالسرطان أو الكبد أو الفشل الكلوي. لكن هؤلاء المتهمين دخلوا أكبر المستشفيات واغلاها لكي ينقصوا من أوزانهم، أو أن يزرعوا الشعر من جديد لكي يصبحوا أكثر وسامة، وجاذبية. ما هذا العبث بأموال الشعب ومقدراته ؟! لن أقول أين ضمير هؤلاء النواب الموقرين وهم يشاهدون الملايين من أبناء مصر يموتون تحت وطأة أمراض صعبة وعلاجها مكلف . فقد تلقيت مكالمة هاتفية من الصديقة العزيزة هدي وصفي مديرة مسرح الهناجر تعليقاً علي مقالتي السابقة عن الإهمال والتقصير الذي أدي إلي سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل . اختلفت فيها معي في جزئية حث ضمائر الناس علي الالتزام بالعمل، والإتقان والإخلاص فيما يعهد إليهم من مهام . وقالت لي : إن الضمير ليس هو الحاسم في ضبط الأداء في المجتمع ولكن النظام ال system هذا النظام الذي يضع اللوائح الواضحة والقوانين المنظمة. ويحدد المسموح والممنوع .. الجائز وغيرالجائز . هذا النظام الذي يدفع الأمم إلي التقدم في حالة وجوده، ويجرجر أمماً أخري إلي مستنقع الفساد والتخلف في حالة غيابه. والله صدقت يا دكتورة هدي ..! رسالة إلي وجدان العالم السبت : في رسالة كتبها الأديب العالمي جابرييل جارثيا ماركيز إلي أصدقائه ومحبيه وهو علي فراش المرض،بعد اعتزاله الحياة العامة بفعل تدهور حالته الصحية إثر مرضه بالسرطان قال: " لو شاء الله أن يهبني شيئاً من حياة أخري فسوف استثمرها بكل قواي". واستطرد : "هناك دوماً غداً، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أني مخطئ، وهذا هو يومي الأخير أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب أو للعجوز. ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي تري فيها أولئك الذين تحبهم، فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي، ولابد أن تندم علي اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة أو عناق أو قبلة أو علي أنك كنت مشغولاً كي ترسل إليهم أمنية أخيرة . وكتب يقول : حافظ بقربك علي من تحب، أهمس في أذنهم بأنك بحاجة إليهم، أحببهم وأهتم بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم : شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها . هكذا قال ماركيز أحد أعظم أدباء أمريكا اللاتينية والحائز علي جائزة نوبل في الأدب عام 1982 . وكأنه يريد أن يبعث برسالته الأخيرة إلي وجدان العالم وأن يقول لكل قرائه، وعشاق أدبه : فلتكن عقيدتكم هي الحب، لا تضيعوا حياتكم في صراعات بلا معني، ولا تنسوا إنسانيتكم في غمرة اللهاث المحموم صوب الماديات أو النفوذ والسلطة . كونوا انفسكم مهما تواطأت الظروف عليكم، ومهما انتهكت المدنية فطرتكم التي خلقكم الله عليها.. الله عليك يا ماركيز! إلي : محمود محيي الدين شرفتنا أمام العالم الثلاثاء: افرحني الخبر فعلاً .. ترشيح الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار .. وأصغر وزير في الحكومة المصرية الحالية (سناً) لشغل وظيفة مدير عام البنك الدولي. لقد حظي الوزير الشاب بثقة وصك اعتماد البنك الدولي، وهي منظمة دولية مالية رفيعة المستوي . بالغة التأثير علي سياسات واقتصاديات دول العالم . الجميل أن الترشيح جاء منهم، وليس منا، وهؤلاء لا يختارون اعتباطاً، ولا يرشحون أحداً إلا بمعايير دقيقة وصعبة . مبروك لمصر أن تحظي بهذا الشرف علي يد أحد أبنائها "الفراعنة" المخلصين، وشكراً للرئيس حسني مبارك مباركته لذلك الترشيح الدولي لأحد أبنائه الأفذاذ : الدكتور محمود محيي الدين. .. والله لسه بدري الخميس : انقضت أيام شهر رمضان الكريم سريعاً كعادتها كل عام .. والله لسه بدري والله يا شهر الصيام! وكعادتنا - أيضاً - نركز كل شئ في هذا الشهر الكريم علي الموائد .. العزايم .. السهر .. الأكل .. مسلسلات التليفزيون التي كادت أن تصبح " مسلسل لكل مواطن!" من كثرة عددها ! القليل منا يختلي بنفسه في هذا الشهر الكريم ويتفرغ للعبادة مع العمل . فالعمل عبادة وهذا ما لا يفهمه - الكثير منا - في رمضان . فالعمل يقل ويصل إلي الحد الأدني عند معظم الناس .. ولا أدري لماذا نتمسك دائماً بالقشور في تديننا، ونغفل الجوهر .. المعني .. الإيمان الحقيقي ؟ قال تعالي: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم . أتمني أن تصبح أجازة العيد فرصة لالتقاط الأنفاس ومراجعة النفس لكل منا بعد أن أدينا واجبات الشهر الكريم من صيام وقيام وصلاة وزكاة وتعبد . أتمني أن تحركنا الشحنة الإيمانية الروحانية، وتدفعنا إلي المزيد من الخير والعمل والعطاء من أجل أياماً أكثر إشراقاً ومستقبل يحمل البهجة والأمل للأجيال القادمة . حروف محفورة .. السعادة هي : نظرة رضا في عيون الآخرين . .. الفقر الحقيقي هو فقر العقل .. وانعدام الرؤية .. الذكي هو : من يستفيد من تجاربه الفاشلة ويحول كل كبوة إلي خطوة إلي الأمام . وكل هزيمة إلي نصر وكل فشل إلي نجاح . وأخيراً : .. إذا تساوت كل البدائل أمامك .. وأصابتك الحيرة في الاختيار بينهم فاذهب حيث يقودك قلبك ..!