تحتفل دول العالم اليوم بأسبوع المياه العالمي وهو عبارة عن تظاهرة سنوية ينظمها معهد استكهولم الدولي للمياه، وسيلتقي فيه أكثر من 2500 من الخبراء الدوليين والممارسين وراسمي السياسات والمبدعين في مجال الأعمال. كما ستعقد منظمة الصحة العالمية - باعتبارها من الأطراف الفاعلة الرئيسية في مجالات المياه والصحة - حلقة عملية رئيسية بشأن ضمان جودة المياه لتحسين صحة الإنسان وستشارك في تنظيمها الرابطة الدولية للمياه وستتناول تلك الحلقة قضايا جودة المياه من منظور النظم المتعددة من أجل حماية الصحة وتعزيزها. كما ستلقي الحلقة الأضواء علي النهج والحلول الخاصة بكيفية التصدي بفعالية للأخطار الصحية الناجمة عن مصادر المياه المستعملة والمياه الملوثة. ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية , يعاني نصف المرضي الذين يعالجون في مستشفيات العالم النامي من أمراض لها علاقة بنظافة المياه ويتسبب نقص وسائل التحلية والمياه المأمونة والنقية في وفاة أكثر من 6ر1 مليون طفل كل عام وحوالي 80 ٪ من الأمراض في البلدان النامية تعود أسبابها إلي المياه وتؤدي إلي حوالي 3 ملايين وفاة مبكرة ويتوفي يوميا 5000 طفل (أي طفل واحد كل 17 ثانية) من جراء الإصابة بالإسهال وترتبط هذه الظاهرة الأساسية بوجه خاص بالنمو السكاني. كذلك فإن مصادر مياه الشرب المحسنة لا تزال غير متاحة لحوالي 884 مليون نسمة وهناك احتمال استفادة سكان الأرياف من مصادر مياه الشرب المحسنة أقل من احتمال استفادة سكان المراكز الحضرية منها بخمسة أضعاف. ويتوقع خبراء المياه في الأممالمتحدة أن مياه الشرب قد تنضب من العالم بحلول عام 2030 حيث أن دول العالم درجت علي استخدام المياه بمعدل غير مستدام وأن الطلب علي المياه يشهد تزايدا مستمرا وأنه قد يتجاوز الموارد العالمية الإجمالية. وذكر البنك الدولي - في أحدث دراسة له - أن الطلب علي المياه سيفوق المخزون في غضون 20 عاما بنسبة أكثر من 40٪ ويري الخبراء أن هذه المشكلة يمكن حلها عن طريق ملكية مشتركة لمصادر المياه. وفي هذا الإطار قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمياه في مارس الماضي - "إن المياه هي أثمن مواردنا الطبيعية ومستقبل العالم يتوقف علي كيفية إدارتنا لهذه الموارد". ويعيش نحو 40 ٪ من سكان العالم في أحواض الأنهار والبحيرات المشتركة بين بلدين أو أكثر وتتوزع الأحواض العابرة للحدود في العالم والبالغ عددها 263 حوضا علي 145 بلدا وتغطي نصف مساحة الأرض تقريبا كما تتحرك خزانات كبري من المياه العذبة بصمت تحت الحدود عبر الطبقات الحاملة للمياه وقد تم تحديد أكثر من 270 طبقة منها. وقد وصلت قضايا المياه بالفعل إلي نقطة الغليان في بلدان مثل الصين والهند كما أن المحنة تلوح في سماء أفريقيا حيث لا يجد واحد من بين ثلاثة سبيلا للوصول إلي مياه قابلة للشرب غير أن صعوبة حاجات المياه المتزايدة يمكن الإحساس بها أيضا في كاليفورنيا ودول أخري في العالم.