من منا لم يتمن ان يطوف ببيت الله الحرام ويتنسم روائح الكعبة المشرفة.. من منا لم يحلم بأن يتمتع بالسعي بين الصفا والمروة وبروحانيات الإيمان بين ارجاء البيت المعمور في أطهر بقاع الدنيا مع ضيوف الرحمن القادمين اليه من كل فج عميق. ولكن الحج والعمرة هما دعوة من الله سبحانه وتعالي ينعم بهما علي من كتبت له ونداء لنا من رب كريم في توقيت محدد لا نستطيع تقديمه أو تأخيره.. يدعونا فنلبي أكرم دعوة مهللين مكبرين »لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك«. هذا ما حدث معي تماما فقد تمتعت بالعمرة عدة مرات ومنذ عشر سنوات لم يكن لي نصيب في الاعتمار لبيت الله الحرام وزاد شوقي خلال الشهور الأخيرة ودعيت الله متمنية ان أكون بين ضيوف الرحمن وحجاج بيته هذا العام.. ومنذ أيام فوجئت بمكالمة تليفونية من المهندس احمد جلال رئيس جمعية الاعمال والاستثمار الدولي يدعوني لاستئذان رئيس التحرير للمشاركة ضمن وفد الجمعية المسافر إلي المملكة العربية السعودية لحضور فعاليات المؤتمر السنوي الاول لاتحاد اصحاب الاعمال المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامي والذي سيعقد بمدينة جدة علي مدي ثلاثة أيام خلال شهر رمضان المبارك. وانهمرت الدموع من عيني فهي ليست دعوة للتغطية الصحفية لهذا المؤتمر فقط ولكنه نداء الله لاداء العمرة خلال أيام شهر رمضان المبارك.. هذه العمرة التي قال عنها رسولنا الكريم »عمرة في رمضان كحجة معي«.. سبحان الله العظيم. ولم أتخيل أنه بالرغم من قصر مدة تواجدي بالمملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر اتحاد أصحاب الاعمال انني سأتمكن من اقتناص الوقت للقيام بمناسك العمرة مع ما يزيد علي مليونين من المسلمين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها ملبين نداء الله.. ولكني تأكدت بأن المضيف سيكرم ضيفه فالله عز وجل هو الداعي.. وقد أكرمني بتيسير عمرة كنت أؤدي مناسكها وكأنني علي جناحي طائر.. فنعم المولي ونعم النصير.