انهت الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الثلاثاء الماضي مهمتها القتالية في العراق بعد أكثر من سبع سنوات من الاحتلال شهد العراقيون خلالها الكثير من المذابح البشرية الجماعية والكثير من الخراب والدمار.. وكانت آخر كتيبة أمريكية مقاتلة قد انسحبت من العراق في التاسع عشر من شهر أغسطس »آب« الماضي بينما أعلنت الولاياتالمتحدة من الابقاء علي 05 ألف جندي أمريكي لتأهيل الجيش العراقي!! في نفس الوقت أعلن الكولونيل إيريك بلوم المتحدث باسم الجيش الأمريكي أن هذا لا يعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية في العراق، بينما أعلن فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الالتزام الأمريكي في العراق ثابت وطويل الأمد!! وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها تعاقدت مع 7 آلاف من قوات الأمن الخاصة لنشرها في العراق مهمتها الكشف عن القنابل المصنعة محليا علي الطرق، والمراقبة بالرادار، وتسيير طائرات استطلاع بدون طيار، وتشكيل فرق للتدخل السريع. من ناحيتها كشفت المصادر العراقية عن أن القوات القتالية الأمريكية خلفت وراءها نحو عشرة ملايين كيلوجرام من مخلفات الحرب موضحة أن 46 ألف إصابة بالسرطان وقعت بين العراقيين. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا يعني أن الحرب انتهت في العراق؟! أم أنه يعني انتهاء الاحتلال الأمريكي للعراق؟! وإلا فلماذا الابقاء علي 05 ألف ضابط وجندي أمريكي؟! وهل يحتاج الجيش العراقي كل هذا العدد لتأهيله؟! أعتقد أن فصيلة أو كتيبة يمكن أن تقوم بتأهيل وتدريب وإعداد الجيش العراقي لكن أن يبقي بالعراق خمسون ألف جندي أمريكي، وأن تتعاقد الولاياتالمتحدة مع سبعة آلاف من قوات الأمن الخاصة لنشرها في العراق.. فهذا يعني بقاء الاحتلال الأمريكي للعراق يؤكد هذا ما أعلنه الكولونيل ايريك بلوم من أن انسحاب آخر كتيبة أمريكية مقاتلة لا يعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية، وما أعلنه فيليب كراولي من أن الالتزام الأمريكي في العراق ثابت وطويل الأمد، وما أعلنته الولاياتالمتحدة من أن لها استثمارات هائلة في العراق يجب أن تحافظ عليها.. وهذا سيؤدي بالتأكيد إلي استمرار أعمال العنف وحالة عدم الاستقرار ، كما سيدفع المقاومة العراقية إلي تصعيد أعمال المقاومة. أخيرا نقول للولايات المتحدة ارفعي يديك عن العراق فكفي تقتيلا وتدميرا وتخريبا!! فالعراق قادر علي حل مشاكله بنفسه وأن حكماء وعقلاء الشعب العراقي الأقدر والأحرص علي مصالحه.