كان الله في عون وزرائنا.. ورئيسهم أيضا. لم يتسع الوقت لديهم لمتابعة أي من مسلسلات رمضان.. ولا البرامج السخيفة التي تبثها القنوات العامة والخاصة والسرية التي تلاحق المصريين طوال الشهر.. وتحاصرهم.. وتقرفهم في عيشتهم. وزراؤنا افتتحوا الشهر الكريم مع حرائق روسيا وأزمة القمح.. وتضاعف سعره في السوق المحلي بمجرد نشوب الحرايق وقبل وصول أي قمحاية من روسيا، وقع في الفخ.. وزير التجارة الذي عليه مسئولية تدبير القمح المستورد.. ووزير الزراعة الذي عليه مسئولية القمح المحلي الذي لا يكفينا.. ووزير التضامن الذي لا ينام الليل من قلقه علي قمح الرغيف المدعم.. ووزير الري لا يجد المياه اللازمة لزراعة 4 ملايين فدان قمحا ووزير المجتمعات العمرانية الذي لا يجد أرضا جديدة للزراعة. يعني 5 وزراء وقعوا في سنبلة قمح.. ولا حدش سمي عليهم. أيام من رمضان تنقضي والتليفزيون والع علي طول.. والحر فظيع.. والتكييف أيضا والع علي طول. الحل هو قطع الكهرباء. مرة بالترتيب بين المناطق والمحافظات.. ومرات غصب عن وزارة الكهرباء كان ممكن أن تمر الحكاية.. ونقول أهم يومين يعدوا.. لكن مسئولا كهربائيا اتهم مسئولا بتروليا بتأخير وتقليل كميات الغاز الطبيعي اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء.. وكاد ان يشتبك الوزيران وتدور بينهما معركة لولا أن الرئيس مبارك حسم الخلاف الذي ما كان يجب ان يحدث أصلا بين وزيرين في حكومة واحدة.. وزير ثامن رغم انه أقدم وزراء مصر وعميد وزراء العالم.. الفنان المثقف الذي خاض من المعارك اكثر مما رسم من لوحات. انتفض قبل الإفطار بساعة علي خبر اختفاء لوحة زهرة الخشخاش للفنان الهولندي ڤان جوخ من متحف محمد محمود خليل بالجيزة. اللوحة صاحبة سوابق في السرقة. سرقت من قبل في عام 8791 ولفت العالم وعثر عليها في الكويت ثم عادت الي مكانها في ظروف غامضة.. وقيل ان اللوحة العائدة ليست هي الأصلية التي غادرت مصر. اليوم اختفت اللوحة مرة أخري وقالوا للوزير انها عادت ولكنها لم تعد.. ولم تعد معها راحة البال للوزير الفنان. وزير تاسع نفذ من انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير.. ووقع في فخ قضية العلاج علي نفقة الدولة.. دخل رمضان والقضية مازالت في بؤرة الاهتمام.. ومازال الوزير يخشي ان تزول عنه بؤرة الاهتمام. باقي الوزراء يلملمون اوراقهم.. ربما احساسا منهم بقرب الطوفان.. وعند الطوفان حط ولدك تحت رجليك.. البعض منهم لجأ للحماية الاكبر والأهم.. حماية الحصانة البرلمانية.. تقدموا للمجمع الانتخابي للحزب الاكبر.. طمعا في تسميتهم وترشيحهم للانتخابات البرلمانية. وهي طريقة ذكية لتأجيل موعد خروجهم من بؤرة الاهتمام. أو دائرة الضوء. أما باقي الوزراء الذين لم يقعوا في أي فخ.. ولم يلجأوا للاحتماء بالحصانة.. فمن المؤكد انهم في أمان. وربما يجدون بعض الوقت لمتابعة أي من مسلسلات رمضان.. وربما يستمتعون أيضا بما يحدث لاصحاب المعالي زملائهم الوزراء.