هذا الصرح الثقافي العظيم الذي تم تشييده عام 3091 في عصر النهضة الثقافية المصرية - حيث كان الاحتفاء بالثقافة المصرية من ابناء الخديو اسماعيل الذي رحل عن مصر بفرمان من السطان »عبدالحميد« عام 9781 وتولي الخديو توفيق حكم مصر حتي عام 2981 حيث توفي الخديو في مفاجأة »تشير إلي مؤامرة لقتله« فتولي نجله الشاب »عباس حلمي الثاني« عرش مصر ولم يخف هذا الشاب اعجابه بجده الخديو »اسماعيل« في المنفي حيث وصفه في مذكراته بعظيم بعد النظر والاستنارة وفي عهد الخديوي »عباس حلمي« تم بناء صروح ثقافية وتعليمية ففي يوم الاحد 02 ديسمبر 8091 تم افتتاح الجامعة الاهلية المصرية والتي رأس لجنتها التحضيرية خلال العامين السابقين علي افتتاحها الامير أحمد فؤاد الاول - الملك فؤاد بعد ذلك - والذي سميت الجامعة باسمه جامعة فؤاد الأول قبل ان تصبح جامعة القاهرة. هذه التواريخ العظيمة تعيد إلي أذهاننا اهتمامنا بالحضارة المصرية والثقافة ودور الاوبرا والمتاحف والمعاهد العليا للموسيقي والكونسر فتوار، وحديقة الحيوان، والحدائق الرائعة »كالاورمان والاندلس وانطونيادس بالاسكندرية« وغيرها من مراكز اشعاع حضاري وثقافي بجانب ما ارسته هذه الحقبة من تاريخ مصر من نقل الدولة إلي دولة عصرية علي يد الخديو »اسماعيل« رغم كل ما يدين هذه الحقبة من »ادانات ثورية«!! عليها تحفظ كبير واختلاف في وجهات النظر!! ولعل ما يهمنا اليوم هو ان نعيد الحياة الي تلك المواقع الثقافية العظيمة من متاحف ودور للثقافة، وخاصة بعد ان اهملناها اهمالا رهيبا، ولعل أشد الحرائق التي طالت اغلب تلك الدور والاثار الرائعة للثقافة المصرية هو ما حدث لدار الاوبرا المصرية، حريق التهمها في ساعات ولم تعد للاسف الشديد بل عاد مكانها جراج قبيح تابع لمحافظة القاهرة حينذاك!! ولقد كان اهتمام فاروق حسني كوزير لثقافة هذا البلد لاكثر من عقدين من الزمن هو اعادة الحياة الي تلك الدور وهذه القصور العظيمة والتابعة لمسئوليات وزارة الثقافة، واخرها هذا المتحف رقم »444« في سلسلة المتاحف التي حدثت والتي انشئت في حقبة زمنية لم تتعد الثلاثين عاما الماضية. ولعل هناك صروحا ثقافية اخري تحتاج لرعاية شديدة علي سبيل المثال »المتحف الزراعي بالدقي« هذه الثروة الثقافية التي تتبع للاسف الشديد وزارة الزراعة ولم يهتم بهذا المتحف وزير من وزراء زراعة مصر منذ انشائه في عهد الخديو »اسماعيل« ربما فقط اهتممنا باقتناص قطعة ارض من حدائقه اثناء انشائنا لكوبري اكتوبر ونزلة الدقي نهاية الكوبري، ولم تمتد يد لرفع اثار الزمن من علي وجه هذا الصرح العظيم ولعلها مناسبة طيبة ان نطالب بضم المتحف الزراعي الي وزارة الثقافة تطبيقا للمادة 401 من القانون بأن ما يصل عمره من عقارات او مبان متميزة فوق المائة عام يصبح في حكم »الاثار« ويتبع المجلس الأعلي للاثار. ربما يكون حظنا وحظ المتحف الزراعي احسن في يد وزير متنور مثل فاروق حسني »أو من سيخلفه بمشيئة الله«. ألف مبروك لنا المتحف الاسلامي وعودته للحياة الثقافية والتعليمية المصرية وادعو كل المدارس والجامعات إلي تنظيم رحلات اسبوعية إليه!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني