في يوم الاثنين من شهر ذي الحجة من السنة السادسة لبعثة محمد »صلي الله عليه وسلم « دعا نبينا قائلا »اللهم أعز الاسلام باحد العمرين عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام« فاستجاب الله لنبيه واسلم بن الخطاب الذي اطلق عليه لقب الفاروق لانه فرق بين الحق والباطل فعندما اسلم بين يدي النبي »صلي الله عليه وسلم« سأل رسول الله »ألسنا علي الحق«.. فقال النبي »صلي الله عليه وسلم« بلي. قال عمر: والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك« وخرج المسلمون لأول مرة في العلن ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة.. وعند الهجرة من مكة الي المدينة خرج المسلمين سراً الا عمر خرج جهراً وقال قولته الشهيرة للكفار: »من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده أو ترمل زوجته فليلاقيني خلف هذا الوادي« ولم يجرؤ أحد علي ملاقاته.. كان قوي البنية طويلاً تصل قدماه إلي الأرض إذا ركب الفرس ويظهر كأنه واقف، وكان ابيض البشرة طويل الشارب اصلع الرأس، وكان يجيد المصارعة. شارك في كل المعارك والغزوات التي شهدها النبي محمد »صلي الله عليه وسلم«.. كان الانس والجن يخافونه لشجاعته وتقواه.. قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« لعمر »والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا »طريقا« قط الا سلك فجا غير فجك«.. وقال نبينا ايضا في عمر »أن الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه«.. وقدجاءت بعض آيات القرآن الكريم موافقة لرأيه في مواقف عديدة ابرزها.. قوله للنبي »صلي الله عليه وسلم« لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلي، فنزلت الاية »واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي«.. وقوله »يا رسول الله »صلي الله عليه وسلم« إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن.. فنزلت الاية الكريمة »وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب«. عندما مرض ابو بكر اختار عمر بن الخطاب ليكون خليفة للمسلمين واستشار الصحابة فوافقوه. واتسمت العشر سنوات التي تولي فيها الولاية بالفتوحات والنهضة الاسلامية والعدالة ووضع نموذج لدولة المؤسسات. فهو أول من مهد الطرق وقال قولته المأثورة »لو تعثرت دابة في العراق لسألني الله تعالي عنها لم لم تمهد لها الطريق يا عمر« وأول من ابتدع الدواوين، وبيت المال، ووضع التاريخ الهجري تاريخاً للمسلمين، وأول من عقد مؤتمراً سنوياً للقادة والولاة ليحاسبهم.. وهو من أجلي اليهود عن الجزيرة العربية، واسقط الجزية عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب، ومنع هدم الكنائس، واعطي فقراء اهل الكتاب من بيت مال المسلمين. وأول من وسع المسجد النبوي، وجمع الناس لصلاة التراويح، وأول من أمر بالتجنيد الاجباري، وفتح العراق والشام والقدس ومصر واذربيجان وفارس. كان حكم عمر مركزيا من منطلق ان الخليفة مسئول عن عمله وعمل ولاته في الرعية ولا يلغي هذه المسئولية أنه اجتهد في اختيار الوالي.. وعزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش عندما وجد الناس قد فتنوا به فخاف ان يظنوا أن النصر هو الذي يحققه وليس من عند الله. وفي يوم الاربعاء من ذي الحجة سنة 32 هجرياً قام غلام مجوسي يدعي »أبولؤلؤة« بطعنه بخنجر أثناء سجوده في صلاة الفجر ليموت شهيدا كما تمني.. ويأفل عمر عن سماء الخلافة، ويبقي ما فعله للاسلام وللمسلمين الي يوم الدين.. رضي الله عنه