أظهرت دراسة شملت 163 بلدا ونشرت أمس أن أفغانستان هي البلد الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي، تليها في الترتيب تسع دول أفريقية بينها السودان والكونغو. ومؤشر 2010 لمخاطر انعدام الأمن الغذائي الذي تعده سنويا مؤسسة مابلكروفت البريطانية المتخصصة في تحليل المخاطر يستند إلي 12 معيارا تم وضعها بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ومن هذه المعايير معدل الدخل الفردي ومخاطر التغيرات المناخية المتطرفة والنزاعات ونوعية البني التحتية. وأظهرت الدراسة أن الدول العشر المعرضة لخطر "فائق" بالنسبة لانعدام الأمن الغذائي فيها هي أفغانستان أولا بسبب عوامل مثل معدلات سوء التغذية وإنتاج وواردات الحبوب ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والكوارث الطبيعية والصراعات وفاعلية الحكومة. وتلتها الكونجو وبوروندي واريتريا والسودان وأثيوبيا وأنجولا وليبيريا وتشاد وزيمبابوي وكل هذه الدول تعاني الفقر وتتعرض لخطر زيادات حادة في درجات الحرارة بسبب التغير المناخي ومن بين الدول التي أدرجت في قائمة الدول المعرضة لخطر "قوي" في انعدام الأمن الغذائي بنجلادش (المرتبة 23) وباكستان (30) والفيليبين (52) في حين حلت الصين في المرتبة 96 في خانة الدول المعرضة لخطر "معتدل". في المقابل تتصدر فنلندا قائمة الدول الأكثر أمانا تليها السويد فالدنمارك والنرويج. وأشارت مابلكروفت إلي أن "الأحداث المناخية المتطرفة الأخيرة في باكستانوروسيا (المرتبة 115) ستؤدي إلي وضع أكثر حذرا في ما يتعلق بالأمن الغذائي في هاتين الدولتين في العام المقبل". وشملت الاضطرابات في 2010 حظر روسيا تصدير الحبوب بداية من 15 أغسطس بسبب أسوأ جفاف يضرب البلاد منذ أكثر من قرن. وفي سياق متصل ذكر تقرير أعده مركز خدمات الأبحاث التابع للكونجرس الأمريكي أن التدهور المناخي في باكستان والكوارث التي يتسبب بها، قد يؤديان إلي تعزيز نفوذ المتطرفين الإسلاميين ويهدد وحدة البلاد. وبحسب التقرير، يشكل نقص المياه وارتفاع عدد السكان والإدارة المتعثرة للبلاد تهديدا للأمن الغذائي في باكستان، مشيرا إلي أن الكوارث البيئية قد تساهم في تراجع باكستان كدولة سيدة تمارس سيطرتها علي أراضيها، من خلال نشوء مناطق بلا إدارة".