مع كل تقدم تكنولوجي يشهده العالم خاصة في عالم الاتصالات الذي يتسم تطوره بالسرعة وتوالي التطور يثور الجدل حاليا حول علاقة هذه الطفرات وقضية الحفاظ علي خصوصيات الدول والناس. أصوات كثيرة اخذت ترتفع في الفترة الاخيرة حول الانتهاكات التي اصبحت تتعرض لها حياة الناس نتيجة التعامل مع هذه التكنولوجيا. وكما ان الدول وبعد التوسع في استخدام الاقمار الصناعية للتجسس علي أمورها خاصة من جانب الدول الكبري.. أصبحت مكشوفة فإن اسرار الافراد ونتيجة لاستخدامات اجهزة الاتصالات الحديثة أصبحت مخترقة أيضا. ولقد اضافت أجهزة الموبايل المتطورة بعدا جديدا في هذا الاختراق حيث ان كل ما يجري من خلالها من محادثات تتم متابعته بل وتسجيله وتوثيقه بما يتيح استخدامه في أي وقت. لقد أصبح ممكنا ومتاحا من خلال هذه الأجهزة تحديد موقع المستخدم ومراقبة تحركاته. وقد تنبه الذين يقومون بأعمال مشبوهة لهذا الأمر خاصة ان بعضهم من المطلعين علي النواحي التكنولوجية وهو ما جعلهم يلجأون إلي حماية أنفسهم بسرعة التخلص من الموبايل الذي يستخدمونه في عملياتهم بمجرد الانتهاء منها وتغيير أماكن تواجدهم. من ناحية اخري فكم من مرة ادت هذه الاجهزة الي خراب البيوت خاصة عندما يطلع احد الزوجين مصادفة أو تعمدا علي المكالمات التي تلقاها أو يجريها أي طرف منهما. ويدور جدل واسع حاليا حول خطورة أجهزة موبايل »البلاك بيري« الذي يصل حجمه الي اقل من الكف ولكنه مزود بكل امكانات الكمبيوتر بما في ذلك ارسال واستقبال رسائل الانترنت في أي مكان من العالم يكون فيه صاحبه. وتقول بعض التقارير الصحفية ان بعض الدول بدأت تتخذ اجراءات لضمان عدم تهديد »البلاك بيري« لأمنها القومي من خلال التجسس علي المعلومات التي يجري تداولها من خلال اتصالاته. وترجع خطورة هذا الجهاز إلي انه ينفرد باصدار وتخزين البيانات المستخدمة بواسطة منظمة تجارية أجنبية »كندية« وهو ما يجعلها في متناول من يسعي للاطلاع عليها. هذا يعني ان كل ما يتم التعامل معه من معلومات من خلال استخدام هذا الجهاز يصبح فورا ومباشرة خارج سيطرة الدولة التي ينتمي إليها هذا المستخدم. وهناك صعوبة في اعتراض الرسائل المتداولة عن طريق »البلاك بيري« نظرا لان نظام الشفرة المستخدمة قوي ومعقد. هذا الهاجس دفع كثيرا من الدول الأجنبية والعربية الي القلق وهو ما دعا بعضها الي التهديد بوقف استخدام هذا الجهاز بل ان هناك دولا مثل السعودية والكويت والامارات يُقال انها اوقفت بالفعل أو في سبيلها الي وقف خدمة »البلاك بيري« بينما فرضت كل من تونس وقطر والبحرين حظرا علي استخدام بعض خدمات الجهاز بينما اوقفت باكستان بالفعل هذا الاستخدام نتيجة اكتشافها ما يسببه من اختراقات امنية خاصة فيما يتعلق بحربها ضد الارهابيين. في نفس الوقت حذرت فرنسا موظفيها من استعمال »البلاك بيري« متهمة اياه بنقل المعلومات المستخدمة عبر كل من بريطانيا والولايات المتحدة. اذن وعلي ضوء ما يثار حاليا حول تكنولوجيا »البلاك بيري« يمكن القول انه لم تعد هناك اسرار لا عامة ولا خاصة.