ما كل هذا العنف.. ذبح وقتل.. خطف وإغتصاب وأكلة لحوم البشر ومصاصو دماء وموتي تعود للحياة للانتقام من الأحياء.. كل ذلك مر أمام عيني خلال فترة لم تتجاوز النصف ساعة جلستها أمام التليفزيون.. أتنقل بين بعض القنوات الفضائية.. وقدر ما أفزعني ما شاهدته كان فزعي الأكبر أن كل هذا العنف يشاهده أطفالي خاصة أن أمهم تشكو لي بأنهم لا يقومون من أمام التليفزيون وأنهم يجلسون أمامه ليل نهار، وبالطبع فليس أطفالي فقط هم الذين يشاهدون ما تعرضه تلك الفضائيات ولكن هناك الآلاف غيرهم كبارا وصغارا يشاهدونها في ظل أن الكثير من المنازل بل والمقاهي والأندية وغيرها اصبحت تستقبل هذه القنوات الفضائية التي تبث هذه الأعمال طوال ساعات اليوم دون اي مراعاة للمراحل السنية التي يمكن أن تشاهدها. والغريب أننا نبحث عن أسباب انتشار العنف في مجتمعنا بينما هو يحيط بنا من كل جانب عبر هذه الفضائيات التي اقتحمت منازلنا عنوة. وساهم في انتشار ما تبثه غيبة رقابة الآباء والأمهات لانشغالهم بأمور الحياة وبسبل توفير ما يعينهم علي تربية ابنائهم. إن ما تقوم به هذه الفضائيات يعد بمثابة جريمة ترتكب في حق ابنائنا وتستلزم وقفة حاسمة لمواجهتها.. كفانا عنفا.. كفانا كراهية.