انتشر »المفتون« بيننا خلال الآونة الأخيرة، وإلي الحد الذي ينذر بفوضي عارمة تنال من أقدس الأقداس في حياة أي مجتمع إنساني، وتهدد بإرباك عقول النشء والبسطاء، زيادة علي ما هي عليه من ارتباك، بسبب كم وغم المشاكل التي تحاصر المنطقة التي نعيش فيها.. بل وعلي مستوي العالم الاسلامي بأكمله! وهنا فإنني لا أقصد أبدا المؤهلين من رجال الدين الذين نحتاج إلي فتواهم وارشاداتهم حول »صحيح الدين« ولكنني أقصد هؤلاء الذين »هبوا« علينا في السنوات الأخيرة بفتاوي ساذجة ومغلوطة، والأنكب من هذا انتشار تلك الظاهرة الخطيرة علي مستوي العالم العربي بأكمله، ثم انتقالها بعد ذلك إلي الدول الاسلامية في القارة الآسيوية، وها نحن الآن نري المدعو داتوك سيري هاروساني زكريا مفتي ماليزيا ينطلق للهجوم علي فريق مانشستر يونيتد البريطاني لكرة القدم مطالبا أمة الاسلام بعدم تشجيع هذا الفريق بسبب الشعار المطبوع علي فانلات اللاعبين التي رأي فيها فضيلته تجسيدا للشيطان، الذي هو عدو للاسلام، وبالتالي لا يصح الترويج لهذا الشيطان! وقبل أيام من هذه الفتوي الغريبة خرج من ماليزيا أيضا الشيخ داتو نوح كادوت مفتي ولاية بيراك مدليا بحديث لصحيفة »لوفيجارو« الفرنسية أكد خلاله انه ينبغي علي أي مسلم عدم ارتداء أي ثياب مطبوع عليها رموز تشير إلي أي دين آخر، وان صور الصليب والعلامات التجارية للخمور المطبوعة علي فانلات لاعبي كرة القدم هي »اهانة لله« ولا يبنغي لأي مسلم أن يرتديها! أي سخف هذا الذي انتشر علي مستوي العالم الإسلامي كله، وأي بلاهة، وأي تفكير بدائي وسخيف وصل إليه هؤلاء الذين ينطقون بهذا اللغو الذي جعل منا أضحوكة أمام العالمين؟ واذا كنا ننعت هؤلاء عن حق بالسخف والبلاهة والاستهزاء بعقولنا جميعا.. اذا كان ذلك فإن اللوم كله يقع علي كاهل جميع المسئولين في الدول الاسلامية الذين تركوا العنان حرا أمام الأدعياء والمهرجين!!