وجبة هامبورجر بأحد مطاعم الوجبات السريعة...كانت تلك هي دعوة العشاء التي وجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره الروسي ديمتري ميديفيدف... أطلق الصحفيون علي اللقاء "قمة الهامبورجر" لكن أحدا لم ينظر بعمق بعيدا عن الصور الطريفة الملتقطة... وعلي غرار رئيسه توقف عمدة نيويورك مايكل بلومبرج مع ضيفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام عربة لبيع الهوت دوج في مانهاتن لتناول وجبة خفيفة. الحقيقة هي أن تقدير الأمريكيين للطعام و الشراب أكبر مما قد يظنه البعض، فالمسكوت عنه في الحدثين ليس تواضع الزعماء لتناول الهامبورجر و الهوت دوج بل ما تمثله هاتان الوجبتان من ثقافة أمريكية تؤكد علي هيمنتها حتي في ظل أزمة عالمية تسببت فيها. أراد الأمريكيون الذين حاربوا فرنسا عند رفضها حرب العراق بحذف اسم البطاطس الفرنسية في مطاعمهم أن يقولوا أنهم مازالوا هنا. و إذا كان الزعماء الأمريكيون يوجهون رسائلهم الخارجية بالأطعمة فإن شعبهم يوجه إليهم رسائله بالمشروبات، حيث تشهد الولاياتالمتحدة اليوم صعودا كبيرا لحركة حفلات الشاي وهو تجمع سياسي شعبي محافظ يشترك أعضاؤه في عدم الثقة بالحكومة الفيدرالية وما يرونه إنفاقا حكوميا متضخما. واستمدت الحركة اسمها من حركة قديمة نشأت إبان الاستعمار البريطاني لأمريكا عام 1773 عندما فرضت ضرائب علي سلع منها الشاي. وعلي مدي العام الماضي نظمت جماعات حفلات الشاي مسيرات غاضبة في أنحاء أمريكا منددة بأوباما وغيره من السياسيين. ولكن الشاي ليس المشروب الوحيد في امريكا ولا حركته هي الوحيدة من نوعها، ولهذا ظهرت حركة حفلات القهوة، وعكس الشاي تمثل القهوة الأغلبية الليبرالية الصامتة الساخطة علي السياسيين لكنها لا تريد التعبير بالطرق العدوانية والسلبية. المؤكد هو أن تلك الحركات وبخاصة حفلات الشاي التي أصبحت تزايد في اتجاهها المحافظ علي الجمهوريين سيكون لها دور كبير في التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي... ومازال الأمريكيون يبحثون في مطابخهم عن حركات جديدة.