اغلاق المحال التجارية والورش فى مواعيد ثابتة يوفر الكهرباء ويخفف الزحام مع تزايد استهلاك الكهرباء وارتفاع الحرارة وسخونة الجو يزيد الضغط علي شبكة الكهرباء مما يؤثر علي قدراتها.. ومع استمرار المحلات التجارية والورش في العمل لساعات طويلة من اليوم وزيادة استهلاكها للكهرباء ظهرت فكرة تحديد مواعيد ثابتة لاغلاق تلك المحلات لترشيد استهلاك الكهرباء خاصة مع زيادة الاستهلاك في فصل الصيف. اصحاب المحلات أبدوا رفضهم التام تجاه هذه الفكرة واعتبروها تضر بمصالحهم وتقطع ارزاقهم، فهم كما يقولون مرتبطون »بالزبون« وان معظم الزبائن لا يأتون للشراء إلا في المساء نظرا لحالة الجو السيئة، فيقول زكي محمد صاحب ورشة لحام انه مرتبط في العمل »بالزبون« فهناك زبائن يطلبون انجاز اعمالهم في اسرع وقت مما يجعل العمال يتأخرون في العمل حتي ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يجعل اكثر من 06٪ من أعمالهم تكون في المساء. ويضيف سمير امام ميكانيكي سيارات ان المحلات الورش لا تستهلك كهرباء كثيرا فالاستهلاك يكون في المنازل لان اجهزة التليفزيون تظل مفتوحة حتي الصباح وان ورشته بها لمبتان فقط ولا يقوم بتشغيلهما الا في الساعة السابعة مساء ويدفع 57 جنيها شهريا رغم ان استهلاكه قليل مقارنة بالفاتورة التي يدفعها. وهذه الفكرة تحت الدراسة ولم تخرج الي النور بعد ولكنها مجرد اقتراح لمواجهة الزيادة المستمرة في استهلاك الكهرباء خاصة بعد ان وصل اجمالي ما تستهلكه المحلات التجارية الي 4578 مليون كيلووات/ ساعة أي ما يقرب من 8 مليارات كيلووات/ ساعة أي ما يعادل 8٪ من اجمالي الاستهلاك في مصر، صرح بذلك الدكتور اكثم ابوالعلا المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة مؤكدا ان هذا المعدل الاستهلاكي كان في اتجاهين فقط هما الاضاءة واجهزة التكييف التي لا يتم إغلاقها بالمحلات طوال اليوم مؤكدا ان 09٪ من هذه الكمية المستهلكة تكون استهلاكا ليليا خاصة ان المحلات لا تفتح ابوابها منذ الصباح الباكر وان معظم اوقات الذروة في هذه المحلات والورش تكون في تلك الفترة المسائية، وان هذا الاتجاه هو توجه عالمي مطبق في كل دول العالم، وان تطبيقه في مصر سيوفر اكثر من نصف هذه الكمية مما يقلل من الضغط المستمر علي شبكة الكهرباء خاصة في فصل الصيف. ومن الناحية المرورية يري الدكتور اسامة عقيل استاذ المرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان هذه الفكرة لها اثر سلبي وآخر ايجابي، السلبي يتمثل في انها قد ترفع من نسبة التكدس والاختناق المروري طوال الساعات التي تعمل فيها المحلات التجارية والورش وتكون هناك زيادة في أعداد المشاه في تلك الفترة، لان الطلب علي الشراء والقوي الشرائية - أي ساعة الذروة في المحلات - تكون طوال هذه السويعات التي يتم تحديدها اما الاثر الايجابي الذي سيكون لهذه الفكرة هو ان هناك ستكون سيولة مرورية بعد اغلاق المحلات وسيختفي التكدس والاختناق المروري من وسط المدينة ويطالب بتجربة هذه الفكرة وتطبيقها لفترة معينة وتقييمها فاذا كان تأثيرها الايجابي اكثر فتطبيقها يكون مجديا وسيكون حلا لمشاكل المرور في مصر بالاضافة الي فائدة في تخفيف الضغط علي شبكات الكهرباء. والفكرة ليست بدعة، فهي معمول بها عالميا.. وليست جديدة علينا لاننا عشناها في أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات.. وكانت وقتها تعرف باسم »انضباط الشارع المصري« حيث تم تحديد مواعيد ثابتة لعمل المحال والورش صيفا وشتاء، ووضع غرامات قاسية علي من يخالف تلك المواعيد.. وقد نجحت التجربة وقتها وأدت الي ضرب 3 عصافير بحجر واحد.. ترشيد استهلاك الكهرباء وتحقيق السيولة المرورية.. ثم إنقاذ المواطنين من إزعاج الورش التي كانت تعمل لأوقات طويلة خاصة في مناسبات الامتحانات.